حين تتكلم القصيدة بأنوثة الفخر “زها حائل “صوت الشعر ووهج الشمال في لقاء حصري مع “الراية”
نورة بنت طالب العنزي :
عندما تتجسد الكلمة في امرأة، وتنهض القصيدة على كتف البدايات الشامخة، نعلم أننا أمام شاعرة ليست عابرة في السطر، بل صانعة معنى، وراوية مجد.
هي “زها حائل”، الاسم الذي لا يُذكر إلا ويأتي معه عبق الشمال، وحرارة الحرف، وصوت الخليج الذي يأبى إلا أن يُنشد بفخر.
بين الأوراق والألحان، وبين الاسم المستعار والمنصة، ترسم زها حائل مسيرتها بكبرياء الشاعرة وبصمت الأنثى التي صنعت من الصمت إلهامًا، ومن التحدي قصيدةً لا تُنسى.
في هذا اللقاء الحصري مع صحيفة الراية الإلكترونية، نغوص معها في عمق التجربة، ونكشف جانبًا من أسرارها الشعرية، التي عبرت بها من حائل إلى قلوب الخليج
بداية، كيف كانت شرارة الشعر الأولى في حياة زها حائل؟
بدأت رحلتي مع القصيدة في عمر الثالثة عشرة، حين كنت أكتب باندفاع الموهبة وبحذر الخجل، لذلك اتخذت اسمًا مستعارًا وكنت شديدة التحفظ. الشعر لم يكن قرارًا، بل كان فطرة تنبض في دمي منذ طفولتي.
لماذا اخترتِ التخفي وراء اسم مستعار في البداية؟
لأنني كنت صغيرة، والمجتمع في ذلك الوقت لا يرحّب بسهولة بصوت أنثوي شعري، فآثرت السلامة وحماية تجربتي، لكنني كنت أدرك أن القصيدة ستقودني يومًا إلى الضوء، وهذا ما حدث فعلاً ومازلت احب هذا الاسم ولذالك استمريت عليه .
حضرتِ ملتقى نون لشاعرات الخليج في الشارقة قبل جائحة كورونا .. ماذا مثّل لك هذا الحضور؟
كان محطة فارقة، شعرت فيه أنني لست وحدي، وأن هناك نونًا جماعية تصدح بالشعر. الشارقة احتضنتني كصوت خليجي نسائي، وهناك شعرت لأول مرة أن القصيدة تأخذ شكلها الحقيقي على المسرح وبين جمهور نخبوي.
لكِ قصائد مغناة بصوت كبار المنشدين والفنانين، أخبرينا عن هذه التجربة.
كانت تجربة ملهمة. غنّى لي الفنان مرزوق السعيد، وهو من الأصوات التي أعتز بها كثيرًا. كما أنشد لي سعد محسن، وصوت الشمال، وحليان العليوي، وممدوح السويدي، وغيرهم ممن لا يحضرني أسماؤهم الآن. القصيدة حين تُغنّى، تصبح طائرًا يصل إلى أماكن لا تطالها القراءة فقط.
هل ترين أن صوت المرأة الشاعرة في الخليج أصبح أقوى من السابق؟
نعم، وبكل فخر. نحن اليوم في عصر لا يمكن فيه تهميش الصوت النسائي، لا في الأدب ولا في غيره. نحن نكتب، ونقف على المنصات، ونتفاعل مع المتلقي بثقة وعنفوان، لأننا نحمل في قصائدنا وجدان وطن وهوية أمة.
ماذا تقول زها حائل لكل فتاة تملك موهبة الشعر لكنها تخاف من المجتمع؟
أقول لها: لا تجعلي الخوف سجّانًا لأحلامك. اكتبي، واحلمي، واعملي على صقل موهبتك. فالمجتمع لا يتغير إلا بأمثالك. وأنا شاهدة حية على أن الشغف الصادق يُثمر، مهما تأخر الربيع.
كلمة أخيرة لجمهورك ومحبيك؟
شكري العميق لكل من اشاد وامتدح كتاباتي الشعرية قبل أن أُعرّف باسمي. أنتم الحبر الذي أكتب به، والجمهور الذي يستحق أن أرفع له راية الشعر عاليًا من حائل عروس الشمال إلى الخليج كافة .
كما لا يفوتني أن أقدّم جزيل الامتنان لـ صحيفة الراية الإلكترونية على هذا اللقاء الراقي وبالأخص الإعلامية والشاعرة نورة بنت طالب العنزي ، الذي منحتني مساحة أعبّر فيها عن ذاتي وكلمتي، وأطلّ عبره على قلوب قرائها المميزين. شكراً لكم على احتضان الشعر واحتفاءكم بالكلمة النقية .