المنصة الموحدة للقبول الجامعي .. بين الواقع والمأمول
نواف بن سفر العتيبي
تعد المنصة الموحدة للقبول الجامعي فكرة رائدة بحاجة إلى مراجعة عادلة
تعد المنصة الموحدة للقبول الجامعي خطوة مهمة في سبيل تسهيل إجراءات القبول وربط جميع الجامعات السعودية بنظام إلكتروني موحد، يهدف لتحقيق العدالة والشفافية، ويختصر الوقت والجهد على الطلاب وأولياء الأمور.
لكن رغم أهمية المنصة وفكرتها الإيجابية، إلا أن التطبيق الحالي يفتقر إلى العدالة المكانية والمعيارية، وهو ما أفرز مشكلات واقعية على الأرض لا يمكن تجاهلها.
الخلل في فتح المجال لجميع المناطق
ليس من المنطقي أن يُقبل طالب من محافظة الطائف في جامعة جازان، بينما يُقبل طالب من جازان في جامعة الطائف، مع تجاهل أولوية القرب الجغرافي وظروف المعيشة والتنقل.
هذا التوزيع غير المنطقي يؤدي إلى زيادة الضغط على العائلات من حيث السفر والسكن والتكاليف إرهاق نفسي واجتماعي للطالب، خاصة في بداية المرحلة الجامعية تكدّس غير مبرر في بعض الجامعات مقابل نقص في أخرى كان من الأفضل أن يُخصص القبول في المرحلة الأولى لطلاب كل محافظة في جامعات محافظاتهم، ثم يُفتح المجال في مرحلة لاحقة للجامعات الأخرى، حسب توفر المقاعد وتبعًا للرغبة الأكاديمية.
أزمة النسب الموزونة واختلافها بين الجامعات
أحد أبرز المشكلات الحالية هو رفع النسب الموزونة واختلافها الكبير من جامعة لأخرى، حتى أصبحت فرص القبول محدودة جدًا ولا تتجاوز أعشار النسب بعد الفاصلة.
هذا يعني أن فرق 0.1% كفيل بحرمان طالب من القبول، رغم استحقاقه، وكأننا نبحث عن الكمال لا الكفاءة.
من غير المعقول أن تختلف نسب القبول بين جامعة وأخرى بهذا الشكل، وكأن كل جامعة تقيس الطالب بمسطرة خاصة بها.
هذا التفاوت يقلص فرص القبول بشكل غير عادل يصنع مفارقات غريبة بين الطلاب المتقاربين في المستوى يرسّخ الإحباط ويقضي على طموحات كثير من الطلاب .
التعليم الجامعي حق للجميع
من غير المقبول أن يُقصى طالب حاصل على شهادة الثانوية من القبول لمجرد أنه نقص بجزء من المية من الدرجة أوموظف أو لم يتخرج حديثًا.
القبول يجب أن يكون متاحًا للجميع، سواء عبر الدراسة الحضورية أو عن بُعد، خاصة أن الأخيرة أثبتت فعاليتها ونجاحها.
التعليم الجامعي ليس رفاهية، بل هو أداة فعالة في رفع وعي وثقافة المجتمع الحد من البطالة بزيادة فرص التأهيل لسوق العمل تعزيز طموح الشباب وتقدير جهد الأسر الحد من مشكلات اجتماعية ونفسية بسبب الإقصاء.
رسالة لأصحاب القرار
نأمل من الجهات المعنية مراجعة سياسات القبول الجامعي، وتطوير المنصة الموحدة بما يحقق التوازن والعدالة والواقعية.
الإقصاء وغياب التنسيق المنطقي واختلاف المعايير يساهم في قتل طموحات آلاف الطلاب، ويجعل من سنوات التعليم العام مجرد انتظار طويل بلا نتيجة.
اقتراحات عملية
تخصيص نسبة من المقاعد لكل محافظة داخل جامعاتها توحيد النسب الموزونة أو تحديد نطاق موحد معقول للقبول فتح باب القبول المستمر طوال العام للدراسة عن بُعد تمكين الموظفين وأصحاب الظروف من الدراسة بنظام مرن مراجعة معايير المفاضلة لتكون أكثر عدالة وتخصصية هل يُعقل أن تكون نتيجة 12 عامًا من التعليم..الرفض الجماعي بسبب فارق 0.1%؟
هل نرغب فعلاً في عدالة القبول أم في تعقيده؟
مستقبل طلابنا لا يحتمل المزيد من المفارقات والخذلان.
أحسنت أخ نواف لافض فوك لقد وضعت النقاط على الحروف في كل كلمه أوردتها في مقالك .
إحدى قريباتي تم قبولها في جامعة جده وهي خريجة ثانويه في احدى القرى الواقعه ١٤٠ كىلو جنوب الطائف . بينما المفترض ان تكون في جامعة الطائف ماذذنب هذه الطالبه و أسرتها ومن المتسبب في هذا التشتت. الحقيقه يجب أن يعاد دراسة هذا القرار من قبل العقلاءفقط….؟