مشاعرنا عزيزة علينا
نورة بنت طالب العنزي
في زمنٍ تُستهلك فيه المشاعر كما تُستهلك الرسائل، وتُرمى كما تُرمى الأغلفة، ننسى أحيانًا أن القلوب لا تُرمم بسهولة، وأن كل شعور نمنحه لغيرنا هو جزءٌ منّا، من صدقنا، من لحظاتٍ خرجت من أعماقنا دون تكلّف.
مشاعرنا ليست لعبة، ولا فائض كلام نوزعه على كل عابر، هي شيء نقيّ، خرج من رحم التجربة، ومن عمق القلب، ومن وجعٍ راكمه العمر بهدوء ، نمنحها حين نطمئن، ونصمت عنها حين نشك، وندفنها حين نُهان.
كم من مرة سُئلنا: “ليش زعلت؟ ما صار شيء!”
ونسوا أن كل شيء يبدأ من الإحساس… من نظرة، من كلمة، من صمتٍ يوجع أكثر من ألف عتاب ، نحن لا نُبالغ، بل نُقدّر،ولا نُعقّد، بل نُحافظ ، فالمشاعر التي نمنحها، نراها أثمن ما فينا، وإن لم تُقابل بتقدير، تسحب نفسها بصمت، وتبقى الذكرى شاهدة على جمالٍ لم يُقدّر.
لا تعتذروا من رهافة قلوبكم ، ولا تُقنعوا أنفسكم أن القسوة نجاة.
كونوا كما أنتم، بمشاعركم العزيزة… فهي ليست ضعفًا، بل وعي عميق بالذات.
في عالم يتسارع بكل شيء، باتت الحكايات تُختصر في رموز، والمشاعر تُقلَّص إلى كلماتٍ مقتضبة ، صار الحنين يُوصف بالمبالغة، والصدق يُقرأ على أنه سذاجة، والتعلّق كأنه خرقٌ لقواعد البقاء في زمنٍ بارد.
لكن الحقيقة التي تُهمَل كثيرًا: أن مشاعرنا، مهما بدت هشّة، هي الشيء الأصدق فينا، وهي ما يُبقي أرواحنا حيّة.
منح الشعور للآخر ليس فعلًا بسيطًا، بل هو إعلان بأن هذا القلب، على هشاشته، اختارك ، وما يؤلم فعلًا، أن يُقابَل هذا العطاء بالتجاهل، أو يُؤخذ وكأنه أمر مُسلَّم به.
نحن لا نعاتب لأننا نُحب العتاب، بل لأننا نُحب بعمق، ونخشى على هذا العمق أن يُهدر ، نحزن، لا ضعفًا، بل لأننا لم نفقد دهشتنا بعد… ولم نتعلّم بعد أن نكون باردين لننجو.
مشاعرنا ليست “تفاصيل زائدة”، بل هي حقيقتنا الصافية.
هي صوت الداخل حين يصمت كل شيء ، وهي اليد التي تُمسكنا عن السقوط، حين يخفت كل ضوء ، حين نقول “مشاعرنا عزيزة”، فنحن لا ندّعي الكمال، بل نُعلن عن احترامنا لهذا الجزء النقيّ فينا ، نقول إننا لسنا على استعداد لمنح ما نملك لمن لا يُدرك قيمته ، وأننا لن نعتذر عن صدقٍ يسكننا، حتى وإن وُصفنا بأننا “نأخذ الأمور بحساسية زائدة”.
في النهاية، لسنا بحاجة لمن يُربّت على مشاعرنا، بل لمن يُعاملها كما نُعاملها نحن: برفق، بتقدير، وبحرصٍ ألا تُخدش ، فليست المسألة في أن نكون أقوياء ، بل في أن نبقى إنسانيين..ولأن مشاعرنا ليست كثيرة لكنها عزيزة .




إلا التلاعب بالمشاعر
و المطلوب الرفق و كرامة النفس
لا فض فوك نحن لا نعتذر لصديق يسكننا حرفيا. ف لتاخذ مشاعرنا وقتها الكافي كما اهدرت على عتبات الحب من حقها ان تدرك صدمة الفراق في ازقة الذكريات المعتمه وتقف ع ضفاف شواطيء الفراق لتجمع شتات ماتبقى منها اكراما لها
👍 حفظ الله قلمك