هكذا حالهم ..
د. عادل النايف
أشفق على حال البعض من الناس ، أصبح أسيرًا للهاتف النقال ، فقد متعة الحياة و جميل العيش.
أسيرًا لمنصات التواصل ، التي أصبحت ، تشتت إجتماعي وليس تواصل إجتماعي للأسف .
و أعتقد بل متأكد ، أن الكثير منكم شاهد في الأماكن العامة من يتصفح هاتفه النقال بفتح تلك المقاطع الغير مفيدة و التي لا تعود عليه بالفائدة و بصوت عالي من غير إحترام للموجدين في هذه الأماكن العامة ، و ربما وصل هذا السلوك المشين لأروقة المساجد ، و ساحات المقابر .
كذلك من المقيمين من تأثر بهذا الفعل لا يحترم المكان و لا أهل المكان ، كأنه مغترب للتسلية و اللهو و تضييع الوقت و إزعاج الآخرين .
عزيزي المزعج إذا لم يكن لديك وقت تستثمره ولا تستحي من العباد وتنطبق عليك نظرية القطيع ، فهناك سماعة ضعها في أذنيك .
أين الدين و أين العمل به ؟
أين قدسية المساجد و إحترام المقابر ؟
أين إحترام الناس و الأماكن العامة ؟
ديننا العظيم من منهجيته تهذيب و ترتيب الفرد .
و أعتقد الكثير منكم شاهد هذه الفئة من الناس في الأماكن العامة كذلك عند صعود الطائرة إذا كنت بالقرب من النافذة و في المقعد الذي بجانبك شخص آخر تتفاجأ بوجود الهاتف أمام عينيك و أنفك و هو يصور من النافذة التي بجانبك دون إستئذان .
السؤال ماهي الفائدة من هذا الفعل و رفع صوت المقاطع و التصوير !؟
هل هؤلاء يطبقون قاعدة ( إذا لم تستح فاصنع ماشئت).
يقول ابن الجوزي (اكتم عن الناس ، ذهبك و ذهابك و مذهبك) .
و هناك من يصور الطعام و هناك من يصور وهو في بيت الله و أمام الكعبة ، هل تقول للناس أنا هنا !؟
و أخص النساء أيضًا بهذا الأمر ، تمسكن بالدين و الحياء .
و الرجل الصالح يكون أهل بيته صالحين ، راقبوا بيوتكم و اتقوا الله عزوجل ، لا تنخدعون بما تشاهدون .
استثمار الوقت في المهم و ترتيب الأولويات من مهم لأهم و التخطيط السليم و السعي للعيش الكريم طموح لكل عاقل مدرك إن رحلة الحياة قصيرة لا يبقى إلا عملك و الأثر ، فتذكر قوله تعالى (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) .



