الكرسي الساخن .. بين الزهو والمسؤولية



منور بن خليفة الطويلعي

خلق الله الإنسان مسؤولًا عن نفسه وأماناته، وجعل المناصب والسلطات اختبارًا للنفس والخلق. فالمنصب ليس مجرد تكريم أو وسيلة للظهور، بل أمانة وتكليف يجب أن يُؤدى فيها حق الله والناس، ويُقاس أثره بما يقدمه لمن حوله وخارج نطاقه.

الكرسي يكشف النفوس
الكرسي الساخن يظهر من يسعى للسلطة لخدمة الآخرين بنية صافية، ومن يسعى لها للذات أو الزهو بالمكانة.، بعض الأشخاص حين يدركون قرب رحيلهم، سواءً بقرار فني أو إداري، يتبدل سلوكهم فجأة ويُظهرون الوداعة، لكن بعد فوات الفرصة .

المدير الناجح والقيادة الواقعية
فالمدير الناجح يحظى بمحبة زملائه كزميل وكقائد بنفس المعيار، دون إفراط أو تفريط، لا يلبس عباءة المثالية أو التكلف، ولا يرتفع إلى البرج العاجي. ويكمن النجاح الحقيقي في الواقعية وفهم الواقع كما هو، دون تأثر بالآخرين، مع استثمار المنصب لإحداث فرق إيجابي وبناء مجتمع قائم على القيم، الأمانة، وخدمة الناس.

كما أن القائد الناجح يعرف كيف يتعامل مع الموظف المتقاعد أو المنقول، بخروج يليق بمكانته وتقديره، فدائمًا تذكر النهايات وتنسى البدايات، محافظًا على الاحترام وكرامة الجميع، لتظل صورته قيادية ومؤثرة.

القيادة مواقف وليست وصفًا نظريًا
في النهاية، يبقى الكرسي الساخن مرآة للإنسانية، يكشف النفوس النقية من تلك التي تخضع لإغراءات المنصب وزهو الأضواء، ويذكّر بأن أي منصب هو أمانة قبل أن يكون سلطة، وأن الزهو بالمكانة قد يؤدي إلى السقوط في لحظة غير متوقعة. فالقيادة مواقف فعلية وليست وصفًا نظريًا، فلا يكون القائد كالطبيب الذي يعالج جميع المرضى بنفس الوصفة، بل يتعامل مع كل موقف بما يتطلبه الواقع من حكمة وعدل وتقدير.

المنصب ليس تكريمًا أو وسيلة للظهور، بل أمانة وتكليف. الكرسي الساخن يكشف النفوس، ويُظهر من يسعى لخدمة الآخرين ومن يسعى للذات. المدير الناجح يُحَبّ كزميل وكقائد، ويعرف كيف يحافظ على احترام الموظفين المتقاعدين أو المنقولين، بخروج يليق بهم، والقيادة مواقف فعلية ، وأي منصب هو أمانة قبل أن يكون سلطة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • Rating


مواضيع ذات صلة بـ الكرسي الساخن .. بين الزهو والمسؤولية

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الراية الإلكترونية © 2018 - 2025

تصميم شركة الفنون لتقنية المعلومات