ابصم لك بالعشرة يا حضوري

نواف بن سفر العتيبي
منذ إعلان وزارة التعليم عن تطبيق نظام حضوري للمعلمين والمعلمات، تعالت بعض الأصوات الرافضة، بحجة أنه نظام يشير إلى عدم الثقة بالمعلمين والمعلمات أو ينتقص من مكانتهم الاجتماعية.
وأنا هنا أقول: ابصم لك بالعشرة يا حضوري، فأنا معك قلبًا وقالبًا.
الحضور ليس تقليلًا من قيمة المعلم
من يظن أن الحضور اليومي يسلب المعلمين والمعلمات مكانتهم فهو مخطئ.
فهذا النظام معمول به في كل المؤسسات الحكومية والأهلية، بل هو نظام دولي. لم يقل أحد يومًا إن توقيع الحضور والغياب يقلل من مكانة القاضي أو الطبيب أو الموظف في أي جهة أخرى، فلماذا يصبح عيبًا إذا طُبّق على المعلمين والمعلمات؟
الحقيقة أن الانضباط قيمة، وأن التعليم يحتاج إلى القدوة قبل أن يحتاج إلى الكتاب.
الحضور يحفظ الحقوق
هذا النظام لا يظلمهم، بل يحميهم ويثبت وجودهم ، ويبرئ ذمتهم من أي تقصير أو تجاوز خارج ساعات العمل الرسمية.
كما أنه يرفع الحرج عن الجهة التعليمية في حال ادعى أحد بأنه متواجد وهو في الحقيقة غير ذلك.
العمل عبادة وانضباط
الإسلام وضع للعمل مكانة عظيمة، قال الله تعالى: “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”.
فأين نحن من هذا الإتقان إذا لم يكن الحضور والالتزام والانضباط جزءًا من يومياتنا؟
مقاومة التغيير
أدرك أن أي نظام جديد يواجه مقاومة، وهذا طبيعي لكن بعض الأصوات ترفع شعارات لا تمت للواقع بصلة، وكأن النظام تضييق على المعلمين والمعلمات أو سلب لحقوقهم. الحقيقة أن المعلم المنضبط لن يتضرر، بل سيجد في هذا النظام دعمًا لمكانته. أما غير المنضبط فطبيعي أن يعترض، لأنه يعتقد أن التغيير يهدد منطقه المعتاد.
المرونة مطلوبة
أنا مع النظام، ولكن مع مساحة من المرونة فالمعلم قد يضطر في وقت فراغه أو عدم وجود حصص مسندة له إلى قضاء بعض الالتزامات أو المراجعات وكذلك المعلمة وهذا حق مشروع متى ما كان بإثبات رسمي واستئذان لا يؤثر على سير الحصص أو على مصلحة الطلاب ، ويمكن أن يكون هناك ساعات إضافية (أوفر تايم ) تحسب للمعلم أو المعلمة في كل شهر لمن يكلف بحصص إضافية أو مهمة إدارية أو فنية أثناء ساعات العمل الرسمية مقابل تلك المهام وتعويض ماعليهم من تأخر لايخل بالحصص المسندة لهم.
رسالة قبل أن تكون وظيفة
أؤمن أن التدريس رسالة، وليس مجرد وظيفة لكسب المال. وزارة التعليم تدرك ذلك وتقدّر المعلمين والمعلمات الذين يؤدون رسالتهم بكل إخلاص. ونظام حضوري لا ينتقص منهم، بل يحفظ حقوقهم، ويعطي صورة واضحة عن انضباطهم.
الخاتمة
في النهاية، الحضور ليس قيدًا ولا تقليصًا من قيمة المعلم، بل هو ضمان للحقوق، وتنظيم للعمل، ورسالة انضباط قبل أن يكون نظامًا إداريًا. ومن يرى في حضوري انتقاصًا، فقد أساء الفهم. أما أنا، ومعي كل معلم منضبط، فنقولها عالية: ابصم لك بالعشرة يا حضوري !
نعم باحضوري ابصم لك بالعشره وكفو يا تعليم . الالتزام يبدأ من المعلم
نعم باحضوري ابصم لك بالعشره وكفو يا تعليم . الالتزام يبدأ من المعلم