محارب الصحراء من نيوم إلى زيورخ حين تتحول الرمال إلى منصة عالمية لصناعة التاريخ السينمائي



خمسة أعوام من الانتظار، ومئات الساعات من التحضير، وأرض بكر تمتد على مد البصر في قلب نيوم، كلها اجتمعت لتضع العالم أمام حدث لا يشبه سواه. فيلم محارب الصحراء لم يعد مجرد إنتاج سينمائي، بل تحوّل إلى مشروع ثقافي وسياسي واقتصادي يترجم طموح المملكة إلى لغة بصرية يتردد صداها من صحراء العرب حتى قلب أوروبا.

بميزانية ضخمة تجاوزت 145 مليون دولار، وبشراكة مشتركة بين هوليوود وMBC Studios، حمل العمل أبعادًا تتجاوز حدود الفن، ليغدو إعلانًا صريحًا أن المملكة تدخل السباق العالمي من أوسع أبوابه، ليس كمستهلك للسينما بل كصانع للملحمة ، اختيار مهرجان زيورخ السينمائي ليكون منصة العرض العالمي الأول في 28 سبتمبر الجاري لم يكن مصادفة، بل خطوة مدروسة لانتزاع الاعتراف الدولي بأن الصحراء قادرة على أن تفرض نفسها على السجادة الحمراء.

اللافت أن حضور السعودية لم يقتصر على الأرض والمواقع الطبيعية الخلابة، بل امتد إلى الكفاءات الوطنية، حيث شارك الممثل السعودي حسن الشهومي بدور التاجر، إلى جانب نخبة من الوجوه المحلية، في إشارة واضحة إلى أن زمن الحضور الرمزي قد انتهى، وأن الموهبة السعودية باتت جزءًا من صناعة القرار الفني.

وفي تصريح حصري لـ “صحيفة الراية ” قال الممثل حسن الشهومي مشرف العام لنادي بلاي باك :
“محارب الصحراء ليس مجرد دور بالنسبة لي، بل تجربة وضعتني أمام مسؤولية تمثيل الممثل السعودي في أضخم إنتاج عالمي، وأعتبرها نقطة تحول حقيقية ستفتح أبوابًا جديدة للمواهب السعودية، وتجعلنا شركاء حقيقيين في صناعة السينما العالمية.”

محارب الصحراء ليس فيلماً عابرًا، بل نص بصري يعيد كتابة العلاقة بين الإنسان والصحراء، حيث تظهر الرمال لا كخلفية للأحداث، بل كشخصية رئيسية تختزن القسوة والصلابة وتعيد تعريف البطولة. الصورة الدعائية للعمل التي التُقطت في قلب نيوم لخصت هذا البعد، إذ تجسدت فيها ملامح الصراع والنجاة والانتصار.

المشروع في عمقه يكشف عن بعد استراتيجي أكبر: كيف تتحول نيوم إلى وجهة عالمية لصناعة السينما، وكيف تسهم مثل هذه المشاريع في بناء اقتصاد متنوع يضع المملكة على خريطة الترفيه العالمي. إنها ليست مجرد ملحمة فنية، بل رسالة تقول للعالم: هنا تُصنع القصص العظيمة، وهنا يُعاد تعريف المستقبل .