العراق.. تحذير من “استغلال المظاهرات” وسط احتقان شعبي
لاقى خطاب رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، الخميس، استنكارا واسعا من العراقيين على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما كان الخميس الأكثر دموية منذ انطلاق الاحتجاجات المطلبية الثلاثاء الماضي، إذ ارتفع عدد القتلى إلى 31 شخصا.
وقال رئيس الوزراء العراقي، إن هناك أطرافا تحاول استغلال التظاهرات السلمية في بلاده، وترفع شعارات تهدف إلى تسييس المظاهرات.
كما حذر عبد المهدي من “التصعيد في التظاهر”، الذي قد يؤدي إلى خسائر بالأرواح، وأكد أن حكومته تضع ضوابط صارمة لمنع استخدام العنف.
وجاء خطاب عبد المهدي مخيبا للآمال بالنسبة للكثيرين، إذ لم يخاطب عبد المهدي المتظاهرين مباشرة، بل دافع عن إنجازات حكومته وإدارته للأزمة الحالية، مطالبا بمنحه فترة زمنية لتنفيذ برنامجه، خصوصا أنه لم يكمل عامه الأول في السلطة.
وأطلق عبد المهدي جملة من الوعود الرامية إلى تهدئة الشارع، من بينها تعهده بمحاولة تمرير قانون جديد يضمن حصول العراقيين الفقراء على حد أدنى من الدخل.
كما حث عبد المهدي مجلس النواب العراقي على دعمه لإجراء تغييرات وزارية، ودعا إلى الهدوء بعد 3 أيام من الاضطرابات الدامية التي تهز البلاد.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، بعد عودة خدمات الإنترنيت، بحملات الانتقاد المستاءة من خطاب عبدالمهدي، الذي لم يقنع الكثيرين.
وحمل الكثيرون عبد المهدي مسؤولية استخدام العنف والرصاص الحي لقمع المظاهرات في مدن العراق، وتحذيراته من “التصعيد في التظاهر”، والتي اعتبرها البعض رسالة تهديد ولوم للمتظاهرين العراقيين.
ومع عودة خدمة الإنترنيت للعراق، بعد توفها ليوم كامل، انهمرت الفيديوهات التي تظهر استخدام الرصاص الحي للتصدي للمتظاهرين.
وأظهرت بعض الفيديوهات متظاهرين وهم يستعرضون الذخيرة التي استخدمت ضدهم، ومن بينها رصاص حي وقنابل يدوية وذخيرة لقاذفات هاون.
كما ظهر العديد من الشباب في فيديوهات من الشوارع ضمن المظاهرات، وهم يصفون حالتهم الاجتماعية والمادية السيئة، والعنف الذين يتعرضون له خلال التظاهر السلمي.
وتواصلت المظاهرات في مختلف المدن العراقية احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، رغم حظر التجول المعلن.