دنيّا شروق وغروب

هيلة البغدادي

صباح جديد مع أول نظرة للحياة مع كل بداية فجر جديد قف مع نفسك للحظة فكر فيما يمكنك أن تقدمه اليوم لنفسك لعائلتك لوطنك و للعالم فكر فيما يمكن لهذه الروح التي بين ضلوعك أن تفيد مع كل صباح لون شفتيك بابتسامة و طوق نفسك بالثقة و العزم تأمل بزوغ الفجر و لحظات إشراق الشمس أنصت لتغريد الأطيار و انتعش بنسمات الهواء الصافي وتذكر انه قبل ذلك كان هناك، عند حافة الليل، يقف القمر صامتًا، محاطًا بهالة من ضوءٍ خافت، كأنه يحرس أسرار الكون كلها.

أسفل منه، الأرض مشتعلة بالحياة والنور، حمراء كدموع الشمس عند الغروب، وكأن الكون كله يتنفس بين الظلام والضياء.أحس بأن قلبي يتأمل هذا التباين، بين السكون والنار، بين الظلام والنور، وأعرف أن لكل لحظة في الحياة جمالها الخاص، حتى لو بدا العالم غامضًا أو مخيفًا.

نِعم الله علينا لاتعد ولا تحصى فتشرق الشمس لتضئ الكون *وفي الشمس تأملاتٌ وعِبر ، ولي معها حكايات، فكم خفّفت زياراتها لياليَ من الآلام يذكرني بزوغها بحال الإنسان عندما يستقبل الدنيا صغيرًا يبزغ بنوره خيوطًا يطل بها على استحياء، ثم يرتفع شيئاً فشيئًا حتى يتمكّن من سماء دنياه، ولا يخطِئ أحد ‏شكله ووجوده، يكبر ويكبر ويتوسط كبد السماء، ثم يختار لنفسه ماذا يكون، حتى إذا استتم شبابه بدأ سطوعه يخفت، فلم يعد هو ذاك المشرق بشبابه وحيويته، لكنّه الآسر بحلو تجاربه وإطلالة غروبه، فهو في كل أحواله المضيء، فيبدأ الهرم والمشيب، ويتغيّر نوره.

خيوط بيضاء ثم ضحى أصفر هادئ ثم إشعاع حارٌّ صاخب ثم ميلٌ أرجواني دافئ ثم حُمرة شفق باردة ؛ يعتري هذه الرحلة كأي شيء في الدنيا كسوف يحجب رونقه وبهاءه لكنّه لا يختفي إلا بموته أو بغروبه اطال الله اعماركم فى طاعته وما مر بنا في يوم امس من فرح شديد بذكرى فرحة وحدتنا وحزن عميق لفقدنا مفتينا امتزج الفرح مع الحزن ليبرز لنا مايحدث للنفس البشرية وما يعتريها من كمال ونقص، وتقوى ومعصية، وما يجري في سماء الدنيا ويتعلق بهذه الحياة من تقلب للحياة كليل وصبح وإشراق وغروب،اللهم اكتب لنا من الخير اوفر الحظ والنصيب يارب العالمين، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .