الْمُعَلِّمُ.. نَبَض الْمُجْتَمَع

نواف بن سفر العتيبي
قم للمعلم وفّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
المعلم هو حجر الأساس في بناء الوعي وتشكيل العقول.
لكن صورته الذهنية في المجتمع ليست ثابتة، بل تتأثر بمدى فهم الناس لقيمة دوره ، وبالطريقة التي يُقدم بها نفسه ورسالة التعليم.
الصورة الذهنية للمعلم تتكوّن من ثلاثة عناصر رئيسة:
سلوك المعلم ، ممارساته ، ونظرة المجتمع نحوه.
فعندما يكون المعلم منضبطًا ، صادقًا في عطائه، ومحبًا لطلابه، يرسخ في أذهانهم وفي وعي المجتمع أنه قدوة ومُلهم.
أما عندما يغيب الشغف أو تضعف العلاقة الإنسانية، تبدأ الصورة في التراجع مهما كانت الجهود المؤسسية كبيرة.
إحسان الصورة لا يكون بالشعارات، بل بالأداء.
المعلم هو سفير المهنة في الميدان، وسلوكه اليومي يعبّر عن مكانتها.
حين يلتزم بأخلاقيات المهنة، ويتعامل باحترام مع طلابه وزملائه، ويقدم مادته بإخلاص، فهو يرسم لوحة مشرقة تعيد للمعلم هيبته.
لكن المعلمين أيضًا لهم احتياجات لا تقل أهمية عن واجباتهم.
يحتاجون إلى بيئة محفزة تحترم جهودهم ، وتقدير مادي ومعنوي يعكس دورهم المحوري، وتطوير مهني مستمر يواكب التغيرات.
الجهات التعليمية مطالبة بأن تجعل من التميز التعليمي مسارًا واضحًا للمكافأة والتقدير ، لا مجرد شعارات احتفالية.
المجتمع بدوره يتحمل مسؤولية في دعم المعلمين.
حين يحترم ولي الأمر المعلم أمام أبنائه، يزرع فيهم احترام العلم والجهد.
وحين تُكرم وسائل الإعلام النماذج المضيئة من المعلمين ، يتحول التقدير إلى ثقافة عامة لا إلى استثناء.
تميز المعلم عن غيره من المهن ، فمصدره أنه يبني الإنسان نفسه.
المهندس يبني الجدران، والطبيب يعالج الجسد، أما المعلم فيغرس الفكر والقيم.
في دول متقدمة مثل فنلندا ، واليابان ، وسنغافورة، يُعامل المعلم كقائد معرفي، ويُختار بعناية، ويُكافأ كأحد أهم ركائز التنمية.
هذه التجارب تؤكد أن رفعة التعليم تبدأ من رفعة مكانة المعلم.
لذا فإن الحفاظ على الصورة الذهنية للمعلم* ليست مسؤولية فردية، بل شراكة بين المعلم نفسه والمجتمع والجهات التعليمية.
وعندما تتكامل هذه الأدوار، يصبح احترام المعلم انعكاسًا لاحترام المجتمع لنفسه.
“ كل معلم يحمل بداخله وطنًا من القيم.”
وحين نعتني به، نحافظ على هوية الوطن كله.
الخاتمة:
يبقى المعلم هو النور الذي لا ينطفئ، مهما تغيّرت الأدوات وتبدلت المناهج.
هو صانع الفارق بين جيل يكتفي بالمعرفة وجيل يصنعها.
وحين نحفظ مكانة المعلم، فإننا نحفظ مستقبلنا، لأن كل طريق إلى التقدم يبدأ من فصل دراسي يقف فيه معلم مؤمن برسالته.
فشكرًا لكل معلم جعل من التعليم رسالة، ومن العطاء أسلوب حياة.
شكرا لمشاعرك الليلة وثناؤك العاطر صعدت بمرورك
شكرًا لك على هذا المقال الرائع الذي لامس جوهر رسالة التعليم، وأبرز مكانة المعلم ودوره العظيم في بناء الأجيال وصناعة الوعي.
عبّرت كلماتك بصدق وعمق عن قيمة المعلم، وعن أهمية دعمه وتقديره ليبقى كما وصفته: النور الذي لا ينطفئ.
تقديرك للمهنة السامية هو في حد ذاته رسالة وفاء لكل من جعل من التعليم رسالة ومن العطاء أسلوب حياة.
فجزاك الله خيرًا على هذا الطرح المُلهم، ودام قلمك منبرًا يرفع من شأن المعلم والتعليم