المعلمون مستقبل الأوطان



بقلم :- بدرية المالكي

يأتي يوم المعلم هذا العام بدعوة جادة إلى تمكين الشباب في هذه المهنة، تحت شعار “المعلمون الشباب، مستقبل مهنة التدريس” وهنا لابد من توجه جديد مع المعلمين، يتلاءم مع رؤية الوطن الطموحة، وتحقيق التحول الوطني القادم.

ولأهمية ومكانة هذه المهنة، ورعاية روح الشباب فيها، ينبغي صنع الفرق مع أصحابها، وردم الفجوة “بين الوزارة وابنها البار المعلم” ولجم الألسن التي تلوك في مهنيته ومكانته الوظيفية، وبتر أي يد تعبث بحقوقه، وخلق فرص تطويرية لدعم ممارساته المهنية، والتي هي مطلب مهني ووظيفي ملح.

وفي حين كشفت وزارة التعليم  عن التوزيع الجغرافي للاحتياج للمعلين والمعلمات والتخصصات المطلوبة، مازال التوظيف دون المأمول، وضغوط العمل فوق المقدور، كما أن ضعف التقدير المادي والمعنوي للمعلم، قد يؤثر على نظرة المجتمع الإيجابية له، وينعكس تباعًا لذلك في إقباله على عمله أو إدباره.

وإذا وقفنا وقفة صادقة بنظرة ثاقبة، نجد ضغوط عمل المعلم تزيد من تشتت ذهنه، وتثقل كاهله، وتقلل عطاءه، وتذهب بلب العملية التعليمية، بل تزيد من تسرب الكثير منهم من الميدان، وهنا لابد من التفاتة جادة قبل حدوث شرخ كبير، وصدع عظيم في العملية التعليمية يعجز القائمون عليها عن سد ذلك.

والمتأمل لحال التعليم يجد المعلم هو أول الأمر وأوسطه وآخره، وإذا أجزمنا جميعًا أن أهم طرفي العملية التعليمية هم المعلمون والطلاب، فلابد من كسب هؤلاء وهؤلاء، وتحقيق الالتفاف المحمود بين عناصر التعليم وأطرافه، وإحكام الحلقة دون الإخلال بحق أحدهم على الآخر، وأكاد أجزم ان التطور الحقيقي للتعليم يبدأ بالمعلم وينتهي به، ويعود إليه.

كما إذا علمنا أن الدول العظمى بنت مستقبل شعوبها على أكتاف من وصفوهم ببناة العقول، فلابد أن نعلم أن ذلك لم يأت إلا بالدعم والتمكين لمعلميهم.

ويبقى المعلمون سواءً الشباب منهم ، أو أصحاب الخبرة المخضرمين، الذين يمتلكون أدوات المهنة، ويتمتعون بمهنية فائقة، ويعلمون حجم المسؤولية، ويرون حقائق الأمور بعين بصيرة، وقبل هذا وذلك يستشعرون عظم الأمانة، ويؤدونها على الوجه المطلوب، ويسعون لخدمة الوطن وأبنائه، أولئك فقط يصنعنون مستقبل مهنة التدريس، ويبنون بهمتهم أنفسًا وعقولا.