فنّ التغافل راحةٌ للعقل وسلامٌ للقلب
محمد البلوي :
التدقيق الزائد .. طريقٌ إلى التوتر في زحمة الحياة وكثرة المواقف، يُرهق البعض أنفسهم بتفسير كل كلمة وتحليل كل تصرف، فيخسرون راحة البال وصفاء العلاقات.
قال ابن الجوزي رحمه الله:
“العاقل الذكي من لا يُدقّق في كل صغيرة وكبيرة مع أهله وأصحابه وأحبابه وجيرانه.”
فكثرة التدقيق تُبعد التوفيق، وأحياناً تكون أجمل ردة فعل هي ألا ترد، لأن في التغافل سكينة، وفي الصمت حكمة، وفي الصبر نُبل.
التغافل .. خُلق الكبار ليس كل خطأ يُحاسَب عليه، ولا كل كلمة تُفسّر.
الناس خُلقوا على الهفوات، ومن كمال العقل أن نحتملها منهم .
فالتغافل ليس ضعفاً، بل قوة نفس وسمو خُلُق، تحفظ به علاقاتك وتُصون قلبك من التكدّر، وتختار به الهدوء على الانفعال، والاتزان على الجدال.
هيِّنٌ ليِّنٌ محبوب من النِعم العظيمة أن تكون قريباً من القلوب، هيّناً ليّناً، يُحبّك الناس لما يجدونه فيك من طيبةٍ ولطفٍ وسماحة.
فاللطف والمرونة من مكارم الأخلاق التي ترفع الإنسان وتُحبّب الناس فيه، وتجعل وجوده خفيفاً على القلوب، جابراً للخواطر، باعثاً للسكينة.
ختاماً نسأل الله أن يرزقنا حسن الخلق، وأن يجعل لنا قبولاً في الأرض والسماء، ويجعلنا من الذين يلقونه وهو راضٍ عنهم.



