سرّ الألفة
د/ هيلة البغدادي :
الألفة ليست صدفة، ولا تأتي فقط لأن شخصين يجتمعان تحت سقف واحد ، الألفة فنّ، وصناعة يومية قائمة على اللطف، والكلمة الطيبة، والقلب الذي يعرف كيف يمنح دون حساب.
الألفة تنمو حين نسقيها بالاحترام، وتزدهر حين نحرص على شعور الآخر، وتستقر حين يتقاسم الزوجان خوفهما، وأحلامهما، وضعفهما، وبهجتهما.
وما من بيتٍ امتلأ مودةً وكرمًا إلا أصبح ملاذًا دافئًا، ومرفأً آمنًا يخفف أعباء الأيام ، دفء المودة بين الزوجين تكون بالكرم في المال والمشاعر، فالبخل صفةٌ مذمومة، ويزداد قبحها حين تُمارس مع أقرب الناس إلينا سواء بالمال أو المشاعر.
فالزوج الذي يبخل على زوجته، لا في المال فقط بل في المشاعر،
يعطّل نبض العلاقة ويُطفئ أجمل معاني السكن.
كن كريمًا مع زوجتك، كريمًا بعاطفتك، بكلماتك، بابتسامتك، بتفهمك بعطائك وهداياك، فستجني خيرًا كثيرًا، وستكسب قلبًا ينبض بحبك طوال الحياة، لأن الكريم محبوبٌ من الله ثم من الخلق.
وكذلك أنتِ… كوني كريمة مع زوجك، لا تبخلي بمشاعرك، ولا تخفي حبك، فالحياة لا تمضي إلا بالمودة، ولا تستقيم إلا بالكلمة الطيبة،وكل بيتٍ تصاعدت منه أبخرة الألفة والرحمة حُفَّ بالسعادة من كل جانب.
اجعلوا أيامكم دافئة، وامتلئوا بالمشاعر التي تُنعش الأرواح،فالحياة أقصر من أن تُعاش بقلوبٍ مغلقة وأجمل حين تُسقى بالحب.
اللهم ارزق قلوب الأزواج مودةً لا تبلى، ورحمةً تتجدد مع الأيام،
ولطفًا يحفظ البيوت من شرور النفوس وتقلبات الحياة.
اللهم اجعل بينهم سكنًا يسعه القلب، وتفهّمًا يخفف العثرات،وحنانًا يطفئ كل ضيق، وكرمًا في المشاعر قبل العطاء.
اللهم ألّف بين قلوبهم كما ألّفت بين آدم وحواء،واجعل لهم من محبتهم نورًا، ومن صحبتهم بركة، ومن أيامهم سعادة تمتد بلا انقطاع.
اللهم اجعل بيوتهم عامرة بالرحمة، ملأى بالسكينة، محفوفة بالحفظ والرعاية، تسكنها ابتسامة، وتعمّها الألفة، وتصعد منها دعوات راضيات. آمين يا رب العالمين.
قال الله تعالى في كتابة الكريم:
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ – سورة الروم: 21




سر الألفة
مبدعة كالعادة د. هيلة في الطرح واختيار المواضيع الاجتماعية التي تمس حاجة المجتمع سلمت يداك وزادك الله علماً ونفع بما تقدمينه
اللهم امين احسنتي ك عادتك استاذتنا القديره دكتورتنا الغاليه ا. هيله البغدادي ربي يوفقك ويجعل الالفه ف قلوب الناس سمه وملمح واسلوب حياه
الألفة ليست مجرد شعور عابر، بل هي نعمة تُبنى بصدق النوايا ولطف القلوب.
ما أجمل حين يصبح الاهتمام عادة، والاحترام لغة، والمشاركة جسرًا يعبر به الزوجان إلى حياة أعمق وأكثر طمأنينة.
كلماتك تُلامس الحقيقة وتذكّر بأن العلاقات تزدهر حين نعتني بها كل يوم.
آمين يارب العالمين
اللهم اجعل بيوتنا وبيوت جميع المسلمين مليئة مودة ورحمة
وألفة
مقال رائع ينبض بالحب والمودة