«الراية» تفتح ذاكرة فريد مخلص .. حكايات المايك وغينيس والمنتخب وذكريات لا تنطفئ



شعاع العتيبي 

فريد مخلص .. صوتٌ صنع ذاكرة الوطن

هذا هو الفريد.. بأسلوبه الشيق والممتع، والمخلص للإعلام والرياضة والمايك على حدٍّ سواء.

إنه الإعلامي القدير فريد مخلص، الصوت الذي عرفته الأذن السعودية قبل أن تستمع إليه، والرجل الذي جمع بين رصانة المذيع ودفء الحكاية، وبين الاحتراف الإعلامي وروح العطاء الذي لا يشيخ.

من على موجات إذاعة جدة التي شكلت ذاكرة المستمعين، برز فريد مخلص كأحد كبار المذيعين وصنّاع الهوية الإذاعية في المملكة، متنقّلًا بين الإعلام العام والرياضة، قريبًا من الجماهير بحضوره وتحليلاته ورؤيته الراقية.

قدّم برامج عديدة تركت أثرًا واضحًا، من بينها: “أبواب”، “مركاز الفريد”، إضافة إلى “المجلة الرياضية” الذي دخل موسوعة غينيس كأطول برنامج رياضي إذاعي في العالم، ليُكرَّم لاحقًا بحمل الشعلة الأولمبية في تورينو 2006 كأول إعلامي عربي يحمل الشعلة في محفل عالمي.

في البداية رحّبنا بالأستاذ فريد في هذا اللقاء المميز، فابتسم وقال:

«مقدمة فريدة من نوعها .. إني أصافح حسن ظنك بي يا شعاع، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع».

البدايات .. بين الندوة وإذاعة جدة

كيف تقرأ البدايات الأولى التي صنعت ارتباطك بالميكروفون وإذاعة جدة؟

البدايات الصحفية كانت بدافع شغف حقيقي، بدأت من صحيفة الندوة .. أما الإذاعة فقصتها أقدم بكثير.

كنت في الصف الرابع عندما اشترى لي والدي –رحمه الله– راديو “ناشيونال”، ومنه عرفت أسماء المذيعين وبرامجهم، وأنام والراديو يعمل حتى يأتي والدي ليطفئه .. ثم يعاقبني بأن أشتري البطارية من مصروفي!

«عندما قدمتُ لإذاعة جدة لم أشعر بأنني غريب .. كنت أعرفها بصوتي قبل أن يدخل اسمي ملفاتها» .

وعن دخوله عالم التقديم قال:

الصدفة لعبت دورًا كبيرًا عندما طلب مني أستاذي محمد عبدالرحمن الشعلان إعداد برنامج رياضي، وفوجئت بأنه يريدني أن أقدمه أيضًا .. ومن هنا بدأت رحلة “المجلة الرياضية” التي استمرت 20 عامًا ودخلت موسوعة غينيس .

أسلوبه الإذاعي .. البساطة التي تربح دائمًا

كيف أسهمت الإذاعة في تكوين أسلوبك الشيق بين المستمعين ؟

تأثرت في الكتابة بمحمود السعدني، وفي الإذاعة بالأستاذ أمين قطان .. فتعلمت منه التلقائية والسهولة والبساطة.

«أسلوبي كان بسيطًا .. بلا تكلف. وهذا ما أحبّه الناس في برامجي» .

وهذا النهج ظل حاضرًا في كل برامجه: المجلة الرياضية، مشوار الحياة، أبواب، مركاز الفريد، ومع السفراء .

من الجامعة إلى الصحافة الرياضية

كيف بدأت رحلتك مع الإعلام الرياضي ؟

بدأت وأنا طالب في جامعة أم القرى، عبر صفحة “لي كلمة” في الندوة.ثم أصبحت لي زاوية يومية ساخرة بعنوان “ونة قلم”، وكانت ذائعة الصيت .. بل وأتعبتني بجرأتها .

ذكريات لا تُنسى .. وكواليس مونديال 1994

ما أبرز اللحظات العالقة في ذاكرتك خلال مسيرتك الرياضية؟

الذكريات كثيرة .. ومن أجملها ما حصل في كأس العالم 1994 بعد الفوز على المغرب، حين أيقظني علي داود الثالثة فجرًا ليطبخ رز بخاري!

«قلت له: هل وزارة الإعلام أرسلتني مذيعًا أم طباخًا للمونديال» ؟

وانتهى الأمر بطبخ وجبة كاملة لجميع الزملاء .. ذكريات يصفها بأنها “تُروى ولا تُنسى” .

أبواب .. برنامج فتح قلوب المستمعين

كيف نشأت فكرة برنامج “أبواب” ؟

بعد 20 عامًا من “المجلة الرياضية”، قررت إيقافه وطرح فكرة برنامج “أبواب”، برنامج يقدم أبوابًا منوعة: موسيقى، رياضة، شعر، أدب ..«حتى اليوم تصلني رسائل تطالب بعودة أبواب .. وهذا يسعدني» .

مركاز الفريد ..  أيقونة رمضانية

ماذا كنت تحرص على تقديمه من خلال “مركاز الفريد” ؟

البرنامج كان مجلسًا إذاعيًا رمضانيًا يعيد الذكريات ويستعرض محطات الضيف.

والجميل أن الحلقات تُرفع على اليوتيوب في نفس يوم البث، ويحقق متابعة ضخمة .

شخصيات صنعت أثرًا

من هم أصحاب التأثير في مسيرتك الإعلامية ؟

في الصحافة: الشيخ حامد مطاوع، وفوزي خياط.

وفي الإذاعة: د. صالح أحمد بن ناصر، ومحمد عبدالرحمن الشعلان .

مشهد إعلامي يتغير .. وإذاعة تتحدى الزمن

كيف ترى الاختلاف بين زمن الإذاعة الذهبي واليوم؟

الإعلام تغير تمامًا .. المستمعون توجّهوا إلى مواقع التواصل، وعلى الإذاعة أن تجدد أدواتها لتستعيدهم.

«البرنامج الناجح يفرض نفسه .. ومركاز الفريد مثال على ذلك» .

مع السفراء .. حكاية بدأت من مجلس جميل

كيف ولدت فكرة برنامج “مع السفراء”؟

الفكرة وُلدت في مجلس جمعه بعدد من السفراء المتقاعدين .. فأعجبته الذكريات والقصص، وتمنى أن يسمعها الجمهور، ومن هنا بدأ البرنامج الذي استضاف أكثر من 70 سفيرًا.

الشعلة الأولمبية .. تكريم تاريخي

كيف تم اختيارك لحمل الشعلة الأولمبية ؟

كان ذلك تكريمًا دوليًا بعد دخول “المجلة الرياضية” موسوعة غينيس. وكان أول إعلامي عربي يحمل الشعلة الأولمبية في تورينو 2006 .

سر لقاءاته مع الفنان محمد عبده

ما سر تميز لقاءاتك مع الفنان محمد عبده ؟

«لأنه يتعامل معي كصديق .. وليس كمذيع.»

وهذا ما يجعل اللقاءات تلقائية وجميلة .

الاتحاد ..  فيروس جميل !

لماذا الاتحاد ؟

«الاتحاد فيروس أصابني منذ نعومة أظافري .. ليت كل الفيروسات جميلة مثله».

رسالة بعد 40 عامًا من العطاء

ماذا تقول اليوم بعد هذا المشوار ؟

سعيت لخدمة المستمعين بكل ما أقدمه .. إن أعجبكم فهو شرف لي، وإن لم يعجبكم فـ «السموحة يا وجوه الخير» وكل الشكر لصحيفة «الراية» ولك اخت شعاع على إتاحة هذه الفرصة ودمتم بود .