من معان إلى مكة رحلة إيمان وإصرار: لرحّالة الحويطات بعد وصولهم للعمرة



الفت ابو العز :

حين تتحوّل فكرة إلى حقيقة، وحلم إلى خطى تمشي فوق الرمال نكون أمام قصة لا تُصنع في المكاتب، بل تُصنع في الصحراء.

رحلة العمرة على ظهور الإبل، التي خاضها الشابان حمزه وعبدالله الحويطات من أبناء البادية الجنوبي، لم تكن مجرّد تجربة تراثية، بل كانت درسًا في العزيمة، والإيمان، والوفاء للآباء والأجداد.

بدأت الحكاية بفكرة من الرحال حمزه الحويطات قوبلت بالرفض والاستهجان، وتحوّلت بالإصرار إلى مبادرة غير مسبوقة، انطلقت من قصر الملك المؤسس في معان وصولًا إلى مكة المكرمة.
حيث ا أن الخليج كله احتفى بهم، واستقبلتهم مدن السعودية استقبال الأبطال.

هنا نضع أمامهم أسئلة تُوثّق هذه الرحلة النادرة… رحلة تخطّت الـ 1000 كيلومتر، وتحولت إلى إرث جديد يُكتب باسم شباب آمنوا بأن المستحيل يبدأ عندما نتوقف عن المحاولة.

-. عندما كانت فكرة الرحلة تُقابل بالرفض والاستهجان… ما الذي جعلكم تصرّون على المضي قدمًا وعدم التراجع؟

حب لعيش المغامرة واحياء موروث الآباء والأجداد ، وتذكير الناس سابقاً كيف كانوا يذهبون إلى العمرة والحج والمشقة التي كانت يواجهونها في الماضي ، يحتاج الى العزيمه والصبر والمثابره والحمد لله كنا اهل الى هاذه المهمه

-. كيف كانت لحظة تلقي عبدالله الحويطي اتصال سمو ولي العهد الأمير الحسين؟ وما أثر ذلك في رفع معنوياتكم ؟

كان هذا الاتصال دافعا معنويا لنا ، وكان من ضمن الاتصال الإشادة بمقولتي التي اشتهرت ” احبك وأحب ابوك ” وقد بارك لنا سموه هذه الانطلاقة ووجه بتسخير كافة الإمكانيات لنا لأداء هذه الرحلة المباركة

-. لماذا اخترتم أن تكون الرحلة عن روح الملك الحسين بن طلال؟

اخترنا ان تكون رحلة العمرة عن روح المغفور له بإذن الله الملك الحسيين بن طلال لتعبير عن ما بداخلنا من حب وولّى إلى القيادة الهاشمية الحكيمة .

–  حدّثونا عن فترة الإعداد… كم استغرقت؟ وما أصعب مرحلة فيها؟

استغرقت الرحلة حوالي شهرين من التجهيزات ، كانت أصعب مرحلة هي الانطلاقة الكثير من القلق والتوتر لكوننا أول مرّه نركب على الجمال لسفر .

– كيف تحمّلتم تكاليف الرحلة ومن صاحب الفكرة ؟

كانت التكاليف على حسابنا الشخصي ، واتت الفكرة من حمزه الحويطات .

– ما الدور الذي لعبه أهالي البادية الجنوبية في الدعم اللوجستي والمعنوي؟

لعبوا دور كبير حقيقة معنا من مرافقتنا بمركباتهم وإكرامهم لنا وايضاً الركايب اللي معنا وحقيقة ماقصروا معنا حتى دخولنا الحدود السعودية

-ما أبرز المفاجآت أو المواقف التي واجهتموها في طريقكم بمحاذاة الخط الحجازي؟

تغييرات الجو المستمرة والرياح وحرارة الاجواء ووعورة بعض المواقع والانقطاع عن الشبكة ، ولكن اللي كان يخفف علينا اننا سنتذكر كيف كان اجدادنا ومن سبقوهم كيف كانوا يصبرون.

-. كيف استقبلتكم المدن والقرى السعودية؟

مهما تكلمنا لن نوفي الشعب السعودي حقهم منذ لحظة دخولنا للأراضي السعودية فالكرم السعودي وجدناه والبشاشة موجودة والترحيب في كل مكان بل الى درجة اننا ونحن في المسيرة نجد من يستقبلنا بشكل مفاجي بالعشاء والضيافة العربية اضافة إلى الاستقبالات من القبايل الموجودة على خط رحلتنا والاستمتاع إلى توجيهات كبار السن فيما يخص طريق رحلتنا

هل شعرتم بخذلان من الإعلام الأردني مقارنة بالاهتمام الخليجي الكبير؟

الإعلام الأردني والإعلام السعودي كانوا على خطين متوازين في التغطية .

كيف تعاملتم مع المسافات الطويلة والطقس القاسي وأنتم تقطعون أكثر من 1000 كيلومتر على ظهور الإبل؟

التعامل صعب ومرهق ولكن العزيمة والإصرار موجودة … وخصوصاً من أهالينا واصدقائنا المتابعين معنا والمتواصلين معنا بشكل يومي ويعطونا الحقيقة الدعم المعنوي والنفسي .

. ما اللحظة التي شعرتم فيها بأن “الحلم أصبح حقيقة”؟ هل كانت عند رؤية مكة؟ أم عند أداء العمرة؟

رويت الكعبة المشرفة كانت تحقق الحلم والوصول الى الهدف

– الآن بعد انتهاء الرحلة… ماذا تعني لكم هذه التجربة على المستوى الإنساني والوطني؟

على المستوى الإنساني وبالرغم من مشقتها إلا اننا أصرينا على الإكمال على خطى من سبقونا واستطعنا تحقيق هذا الحلم .

على المستوى الوطني : استطعنا تمثيل شباب الأردن والشعب الأردني اجمل تمثيل ولم نلتفت للتثبيط بل كان هذا يعطينا دافعا للإكمال والإستمرار .

. هل ستوثّقون الرحلة في فيلم، كتاب، أو مشروعٍ مستقبلي؟

لدينا المواد الكافيه لتوثيق فلم قصير عن الرحلة . تنقصها الخبرة في هاذا المجال .

. ماذا تقولون لكل شاب لديه فكرة واجهت الرفض؟ وما النصيحة التي تقدّمونها لمن يخشى البدء؟

استمر ولاتعر سمعك للمثبطين واصحاب الاراء … ركز على أهدافك وتطلعاتك وسوف تأصل وتحقق وتنجح .

ختاماً ان رحلة عبدالله وحمزة الحويطات لم تكن مجرد عبورٍ من معان إلى مكة؛ كانت عبورًا من الشك إلى اليقين، ومن الفكرة إلى الإنجاز، ومن الرفض إلى الاحتفاء.

هي رسالة لكل صاحب قرار، ولكل إعلامي، ولكل شاب يملك حلمًا:
أن الطموح لا يُقتل إلا عندما يتوقّف صاحبه عن المحاولة، وأن المبادرات العظيمة قد تبدأ بلا دعم، لكنّها تنتهي باحترامٍ لا يُشترى.

لقد أثبت هؤلاء الرحّالة أن الصحراء لا تُهزم، وأن شباب الأردن قادرون على كتابة قصص