معرض جدة للكتاب 2025 يواصل تقديم ورش نوعية تعزّز المعرفة والوعي الثقافي
يواصل معرض جدة للكتاب 2025 تقديم عدد من ورش العمل النوعية التي عكست تنوّع المحتوى المعرفي، وعمق الطرح الثقافي، وذلك ضمن الفعاليات التي تنظّمها هيئة الأدب والنشر والترجمة.
وتناولت إحدى الورش “القيمة العالمية لآثار الجزيرة العربية.. قراءة في التراث الإنساني المشترك”، مسلّطة الضوء على مكانة هذا الإرث بوصفه جزءًا أصيلًا من التاريخ الإنساني المشترك، إذ استعرضت مسار تطوّر المجتمعات البشرية في الجزيرة العربية، بدءًا من نشوء القرى والمدن، وتحولات أنماط العيش من الصيد إلى الزراعة وتدجين الحيوان، وصولًا إلى تشكّل الكيانات السياسية والمنجزات المادية والفنية، مثل الفخار والمعادن والفنون الصخرية والنحت، بوصفها شواهد حيّة على تطوّر الفكر الإنساني وتفاعله مع البيئة.
وتطرّقت الورشة إلى الموقع الجغرافي للجزيرة العربية، الذي جعلها عبر العصور ملتقى حضاريًا لتفاعل الثقافات وطرق التجارة والهجرات البشرية، ما أفرز رصيدًا أثريًا وثقافيًا غنيًا يُعد اليوم جزءًا مهمًا من السجل التاريخي للبشرية، مع التأكيد لأهمية صون هذا الإرث بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تنظر إلى التراث بوصفه ركيزة للهوية الوطنية وموردًا للتنمية الثقافية والاقتصادية.
واستُعرِض عدد من المواقع السعودية المسجّلة في قائمة التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، من بينها حي الطريف بالدرعية، والحِجر (مدائن صالح)، وجدة التاريخية، ومواقع الفنون الصخرية في حائل، وواحة الأحساء، ومنطقة حِمى الثقافية، في تأكيد لالتزام المملكة بحماية التراث الإنساني وتقديمه للعالم بوصفه رسالة حضارية ممتدة من الماضي إلى المستقبل.
وتناولت ورشة أخرى بعنوان “مهارات كتابة المقالة النقدية وصياغة الرأي الأدبي”، هدفت إلى تمكين المشاركين من تطوير أدواتهم النقدية، وتعزيز قدرتهم على تحليل النصوص وتقييمها، من خلال فهم أساليب التحليل، وبناء الرأي الأدبي المنهجي.
وركّزت على مفهوم “ملكة النقد”، وأهمية قراءة النصوص في سياقاتها الزمنية والفكرية، والإحاطة بدلالات المفردات في عصورها المختلفة، بما يسهم في الوصول إلى قراءة نقدية دقيقة ومتوازنة، وتطرقت إلى أسس بناء مقدمة المقالة النقدية، بدءًا من طرح فكرة النص أو الظاهرة الأدبية، مرورًا بتلخيصها، وصولًا إلى استخلاص نتيجة نقدية واضحة.
وأكدت ضرورة اطّلاع الكاتب على آراء النقاد الآخرين، ولو من دون الاستشهاد المباشر بها، لضمان دقة الرأي النقدي وقياس قوّته أو ضعفه، واختُتمت بتطبيق عملي لكتابة مقالة نقدية على أحد النصوص الشعرية، بهدف ترسيخ الجانب النظري وتحويله إلى ممارسة فعلية.
يُذكر أن معرض جدة للكتاب 2025 يواصل استقبال زوّاره وتقديم برامجه الثقافية والمعرفية المتنوعة حتى الـ20 من شهر ديسمبر الجاري.



