التشافي بعد الفقد



من منا من لم يلتهب قلبه بنيران الفَقد واعتصر فؤاده حنينا و انينا على من فُقد لم يكن لنا خيار في غياب أحبتنا بل كان الغياب قصرا او ربما كانت الظروف وأحيانا هي الأقدار تختار ما لا نختار نعيش الصراع نتجرع الألم نختلف بقدرتنا على التحمل ومواجهة المصاعب .قلوب هشة واخرى صامدة لا تنكسر او تكابر فتضعف ،تفضحها عيون مثقلة بالدموع . في خضم الصراع يكون القرار . نسير في رحلة نحو التشافي بعد الفقد. نعين أنفسنا أحيانا ونحتاج العون ممن حولنا أحيانا أخرى او الاستسلام. رحلة إنسانية عميقة تتطلب الصبر والرحمة بالذات كي نتجاوز الألم والفراغ القاتل الذي يتركه بالنفوس .وحتى نبدأ رحلة التعافي لابد من الاعتراف والخروج من دائرة الإنكار والمقاومة ولابد من فهم الدروس والحكم والعبر التي يحملها هذا الألم والتصالح مع الواقع الجديد وأعاده بناء التوازن الداخلي الذي احدثه فقد شخص عزيز أو تهاوي حُلم أو تعثر مرحلة من الحياة ، وبوجود دعم الأصدقاء أو ربما الكتابة أو التأمل الواعي فهي وسائل تعين على السلام النفسي فهي المرحلة الأقوى .
‏فالتشافي لا يعني نسيان الفقد بل التعايش معه بسلام واكتساب قوة جديدة من التجربة تعيد هيكله الذي تهاوي وتشيّد بناء أقوى قادر على التصدي للصدمات والنهوض من جديد فكما أوجد الله الألم أوجد الأمل .