الضرائب … في كل لبنان ؟!



بقلم / فوزي محمد الاحمدي
كان هذا عنوان صحيفة النهار اللبنانية عند حديثها عن المظاهرات التي تشهدها لبنان لليوم الثالث على التوالي , إحتجاجا على الضرائب التي قامت الحكومة اللبنانية بفرضها على المواطنين (الواتساب) ؟! . كما هو حال المظاهرات التي شهدتها العراق قبل أيام معدودات ! المظاهرات تنطلق بصورة عفوية ولا تنتمي إلى أي أحزاب أو طوائف (الدولة العميقة) , والأهم من ذلك أنه لا توجد هناك قيادات لها وزن كي تقوم بتوجيه الجماهير لأنه سوف يتم تصفيتها أولا بأول ! وبالتالي من السهولة بمكان الإلتفاف حول هذا النوع من الإحتجاجات الجماهيرية ثم وأدها . القاسم المشترك بين المظاهرات التي تشهدها لبنان اليوم والعراق في الأمس هو أنها تأتي كـ (ثمرة) للطائفية والمحاصصة السياسية التي تسود هذين البلدين ! القرار السياسي يصدر من طهران وقم والنجف وكربلاء (المرجعيات الدينية) ! أعتقد بأن المشكلة تكمن في المرجعيات الدينية التي تتحكم في القيادات السياسية في هذين البلدين وتدير البلاد والعباد من وراء الستار ! وبالتالي سوف يتم إحباط هذه الإنتفاضات مع تغيير شكلي في الأشخاص مع بقاء الحال على ما هو عليه (النظام السياسي) ! في العراق استطاعت المرجعيات الدينية أن تحبط الإنتفاضة الشعبية من خلال طلبها إيقاف الإحتجاجات الى ما بعد أربعينية الحسين مع شوية محاكمات شكلية لبعض المسؤولين الصغار !! وفي لبنان سوف تقف الدولة العميقة (الطائفية) وبالذات حزب الله في وجه الإنتفاضة الجماهيرية وبالتالي سوف يتم إخمادها . بل وجدنا حركة أمل الشيعية تتهم المشاركين في الإنتفاضة بـ (الخيانة) ! ويدخل حسن نصرالله على الخط ويقول بأن المشكلة تعود الى العهود السابقة , بل ويعلن رفضه تشكيل حكومة كفاءات (تكنوقراط) , بل ويلوح بأنه سوف يتدخل , بل رأينا البعض من المسلحين يقوم بالإعتداء على المتظاهرين في مدينة صور ! الجيش أعلن وقوفة الى جانب المتظاهرين ودعا الى سلمية الإحتجاجات (الحياد) ! موقف الجيش ليس بمستغرب , فهو يقوم على توازنات طائفية دقيقة , وأي تدخل عسكري يعني تفكك الجيش , كما حصل من قبل مع الموالين للجنرال ميشال عون وأيضا مع الموالين لحزب الله وأيضا تيار المستقبل , في النهاية أعتقد بأن الإنتفاضة اللبنانية لن تنجح لأن الوضع العالمي والإقليمي والدولة العميقة (حزب الله) لن يسمحوا بذلك أبدا , وسوف يتم إحتوائها من خلال التغيير في بعض القيادات وإلغاء بعض الضرائب , وفي النهاية إنتخابات تشريعية تعيد القيادات التي تم إستبعادها الى المشهد السياسي مرة ثانية , وبعد ذلك سوف يذهب كل الى حال سبيله , وسوف يستمر حزب الله في إدارة الدولة اللبنانية من وراء الستار , مع الحرص على إبقاء المكاسب السياسية والإقتصادية لكل طائفة (خط أحمر). ولا عزاء للقتلى أو الجرحى والذين يعتصمون الآن في الشوارع والساحات والميادين فالأمر أكبر مما يتصورونه ؟!