مشروع وطني رائد وطموح



بقلم الكاتب : نواف سفر العتيبي 

تبذل وزارة التعليم مشكورة جهودآ كبيرة في تبني المشروعات العلمية والتعليمية والتربوية بشكل مستمر وذلك رغبة منها في إحداث تغيير شامل وتطوير نوعي بالمدارس من أجل تحقيق نواتج تعلمية وتعليمية نوعية ، ومتميزة في مختلف التخصصات . والمتتبع لهذه المشروعات يجد بأن هناك مشروع وطني رائد وطموح تبنته وزارة التعليم وهو أحد ثمار مشروع الملك عبدالله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام والذي يقوم على تنفيذه شريكه المنفذ للمشروع شركة تطوير للخدمات التعليمية وهو مشروع البرنامج الوطني لتطوير المدارس والمتمثل في ” أنموذج تطوير المدرسة” والذي تشرف علىه وحدات تطوير المدارس بإدارات التعليم . هذا المشروع النوعي طبق تقريبا قبل سبع سنوات على عدد من مدارس تطوير للبنين والبنات في مختلف مناطق المملكة وكانت الرؤية لهذا المشروع أن يطبق على جميع مدارس المملكة نظرآ لأهميتة وتقييمه من قبل شركات عالمية مثل شركة ” جيمس” وذلك من خلال زيارتها للمدارس المطبقة للمشروع بمختلف مناطق المملكة وأوصت بالتوسع فيه ، ويساهم هذا المشروع في تحقيق برنامج التحول الوطني 2020 ، وتحقيقآ لرؤية المملكة 2030 ، وللحديث عن أنموذج تطوير المدرسة
هو إنموذج يمكُن المدرسة من الانتقال من النمط التقليدي المقتصر على التعليم إلى مؤسسة تربوية متعلمة تهيء بيئة مناسبة للتعلم يعم فيها ثقافة التعاون والدعم المهني المبني على خبرات تربوية عملية، وتشجع على المبادرات التربوية النوعية المتميزة بين منسوبيها سواءً كانوا قيادات أو معلمين أو متعلمين ، وهي بهذا تمثل وحدة التطوير في إحداث تغير إيجابي في داخلها وبيئتها من خلال تفعيل الطاقات الكامنة فيها. ويتضمن هذا النموذج مجموعة أطر وأدلة وأدوات قام ببنائها خبراء وخبيرات، لتحقق أهداف تطبيق النموذج في جعل المدارس -بوصفها وحدة للتطوير – مؤسسات متعلمة تسعى لتحسين جودة التعليم والتعلم، ولتحقيق مستويات أعلى لتحصيل الطلاب والطالبات، ولإحداث التطوير الشامل والمتدرج من خلال التطوير المنظومي المعتمد على المدرسة، وبناء الكفاءة الداخلية للمدارس وقدرات القيادة المدرسية والمعلمين باستخدام مجتمعات التعلم المهنية، لتتمكن من تطوير أدائها اعتماداً على ذاتها بالتوظيف الأمثل لقدراتها المادية والبشرية وامتلاك منسوبيها وعياً تربوياً نوعياً يتناسب مع التطورات الحديثة في العلوم التربوية. ولعل من الأهداف المهمة لهذا الأنموذج هوتمكين المدارس من أن تصبح مؤسسة تعليمية قادرة على تولي قيادة نفسها بشكل كبير وإدارة عملية التطوير وتوجيهها ومراجعة أدائها ذاتياً وبناء خطتها التطويرية لتحسين تعلم الطلاب لتصبح منتجة للمعرفة ذات بيئة تعلم آمنة وداعمة وجاذبة وملبية لاحتياجات المتعلمين واهتماماتهم.
وكما نعلم بأن المدرسة يوجد بها كفاءات بشرية مؤهلة تأهيلاً عالياً في تخصصات متعددة ويمتلكون مجموعة من المهارات والممارسات النوعية تحولت أدوارهم في هذا الأنموذج إلى الإسهام في تأهيل المتعلمين كي يكونوا مواطنين صالحين مشاركين في عملية التنمية بإيجابية ومتمكنين من التعامل بوعي مع المتغيرات العالمية ومعطيات العصر لما فيه مصلحتهم ومصلحة وطنهم ومصلحة الإنسانية . كما أن هذا الأنموذج يشرف عليه وحدات تطوير المدارس ويتكون من فريق إشرافي مؤهل من المشرفين التربويين في مختلف التخصصات يقدم الدعم والمساندة والعمل على تجاوز التحديات التي تواجهها المدارس وذلك من خلال العلاقة الأفقية التشاورية مع قادة المدارس ولجان التميز والجودة بمدارس تطوير لتحقيق أهداف الأنموذج بشكل صحيح لأن مشرف تطوير يعتبر مشرف مقيم بالمدرسة لزياراته المتكررة بشكل أسبوعي وعضوا فاعلا في المساهمة في بناء خطط المدارس ومتابعتها وذلك من خلال تقديم المشورة الفنية المستمرة وتقديم البرامج التدريبية النوعية لهم. ولاشك بأن إحداث التغيير والتطوير المرغوب من داخل المدرسة هو أساس لعملية التطوير لأن المدرسة هي بنية الإنطلاق الأولى لإحداث التغيير و التطوير كما أن هناك إيمان كامل لدى أفراد المدرسة بأن هذا التغيير واقعي وملموس لتحقيق أهدف محددة مرغوب فيها دون أن يكون هناك تدخل خارجي يفرض تغيير قد لايتناسب مع قدرات وإمكانات العاملين بالمدرسة وواقعها ، ويعتبر هدر نحن في غنى عنه. ولك أن تتخيل بأن المدرسة هي من تقوم بعمل مراجعة ذاتية لواقعها ثم تشخص هذا الواقع بناء ٓ على استبيانات مقننة ، ومحكُمة لكل من الطلاب، وأولياء الأمور ، والمعلمين ، ولجنة التميز والجودة بالمدرسة ثم تحلل هذه الاستبانات ويستخلص منها نقاط القوة لتعززها، ونقاط الضعف لمعالجتها ومن ثم تحدد قضاياها المهمة وترتب أولوياتها حسب قدرة المدرسة على تغيرها ومن ثم تصاغ رؤيتها ورسالتها التي تود تحقيقها و تحدد أهدافها العامة والخاصة وتبني خطتها وفق البرامج التي تحقق تلك الأهداف ومن ثم هي من تقيم مدى تحقق أهدافها ، وتقدم التغذية الراجعة المناسبة بشكل مستمر كل ذلك عبر لجان التميز والجودة بالمدرسة أليس ذلك هو مانسعى إليه جميعآ لتكوين المدرسة المتعلمة !؟ التي تعتمد على ذاتها لإحداث التغيير المبني على أسس علمية نابعة من واقع المدرسة وليس فرضا عليها لأن الأساس في إحداث التغيير والتطوير هو من داخل المدرسة وبقناعة ذاتية من العاملين بالمدرسة ، ومن المؤكد بأن هذا البرنامج الوطني لتطوير المدارس هو الأنموذج الأفضل لمدارسنا والذي يضمن بمشيئة الله تعالى تحقيق نواتج تعلم مرغوبة و مميزة لطلابنا وطالباتنا لذا هذه دعوة لوزارة التعليم وشركة تطوير للخدمات التعليمية بدعم هذه الأنموذج الوطني الرائد ، والطموح و تعميمه على جميع مدا رس المملكة بنين وبنات لتحقيق رؤية الوطن 2030.