ذكرياتٌ من حداد
قلم واحساس : تركيه الروقي
ليلةُ العشرين من ربيعٍ الأول
في منطقةٍ خارجَ حدود الشعور
و على جناح غفلةٍ من الوقت … ماتت صديقتي
مرت ثلاثة اعوامٍ .. حين ارتحل المساء من المساء …….
ثلاثة اعوامٍ …….. كيوم أمس
حين كانت تحمل ” المنذر ” في احشائها
و تشكو ثقل خطاها ..
و تتنهد .. (ليته يمشي على الأرض لأرتاح .. )
و مشى المنذر .. على الأرض
و صديقتي تسمعُ وقع خطاه .. وهي قابعةٌ هناك في زاوية تحت الأرض ..
ثلاثة أعوام و المنذر يرسم وجه أمه بألوان الهواء .. ….و بكرِ الأرض ……
و اشتعال الغيم ……….و امتداد الرياح .
يرسم فراغاً ملأَ فكرهُ
ليعبئهُ ذكرياتٍ من حداد
و حبرٍ من طهر….. و سطورٍ من ضياء
نم يا صغيري ….فاأمك وجه السماء .
و رائحة المسك ..
غسولها – بإذن الله – الثلج و البرد
و مُدخلها جنةٌ عرضها السموات
( طبتِ — يابندري— وطاب ذكركِ وذكراكِ