بقلم: أ عبد الفتاح بن أحمد الريس
واستكمالاً لمقالنا السابق ، فقد ألف الأديب عمر علي العلوان عدة كتب أخرى تتعلق بالآثار والسياحة وديوان شعري ضم بين دفتيه عدداً من قصائده الشعرية الفصيحة والمتعددة الأغراض لما يملكه من موهبة فطرية طفقت تتنامى مع مرور الأيام من ناتج حبه وشغفه بقراءة الكتب الأدبية والثقافية ، وحرصه الشديد على اقتناء جديدها حتى لو اضطره السفر للامكنة التي تتواجد فيها ومن بينها معارض الكتاب التي تُقام في بعض المناطق غير أنها لم تكتمل نتيجةً للظروف الصحية التي ألمت به كما أحاطنا بذلكضمن معلومات ثرية لسيرته العطرة كلاً من أبنه محمد ، وأخويه الكريمين عبد الله العلوان الذي سبق أن شغل مديراً للاستقدام بالمنطقة الغربية ، وسليمان العلوان الذي عمل بالخطوط السعودية بتبوك ، وابنه وليد بن سليمان العلوان ، ولجده واجتهاده وإخلاصه ومثابرته ونشاطه وتميزه يرحمه الله ، فقد تحصل على كثير من خطابات الشكر والتقدير، والدروع من لدن بعض الجهات الرسمية والخاصة أيضاً ، ومنها الهيئة الملكية للجبيل وينبع ، وشركة أراك . له من الصفات الخلاقة ما جعله محبوباً بين الناس ، ومنها تواضعه الجم وكرمه ومرؤته وشهامته ، ومقدرته الفائقة في الغوص في عميقات الأمور واختراق مُحجبات الكوامن بما يتمتع به من حدس وفراسة ، واذا ما تحدث أطرب الآذان وأثرى من يسأله عن السياحة والآثار، وعما تجود به معشوقته العلا من مكنوزات تاريخية وحضارية وعادات وتقاليد من معين علمه وثقافته وسعة اطلاعه واحتكاكه بكبار السن والمتخصصين . إذا وعد وفى وإذا أنجز أوفى وإذا حاور أقنع بما يملكه من أساليب مؤثرة وقوة في الحجة والبرهان .أنيق في هيئته وشياكته ويجذب بشذا عطره الفواح كل من يمر بجانبه ، ولتنوع تضاريس العلا من جبال وتلال وأودية وتشكيلات رملية ومساحات خضراء يغطي معظمها النخيل الباسقات عدا المباني والشوارع الفسيحة وما تتجمل به من أشجار غاية في الجمال والروعة ، فقد سما إلى شرفات التلال وصعد أعالي الجبال لكي يلتقط من قممها وعبر كمرته السحرية ، صوراً أخاذة ، ومبهجة ليضعها في مؤلفاته الأربعة التي تميزت بتعليقاته المختصرة وتعابيره الايقاعية المشوقة والتي ترجم بعضاً منها باللغة الإنجليزية خدمةً للسائحين الأجانب بالإضافة لنماذج مُختارة من قصائده واشعاره ، والتي اقتطفنا منها الأبيات التالية :
سـأبـقـى لـلـعــلا أبـنـاً وفــيـاً * وأذكر فضلها ما دمتُ حيا
وأشدوا إن طاعتني الـقـوافي * بأمجـاد الـعـلا عـهـداً عليا
وأرخص كل غالي في هواها * لـيـبـقـى حـبها شـبعاً وريا
وكذلك قصيدته التي وجهها لسمو الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز يرحمه أثناء زيارته الأولى لمحافظة العلا والتي منها :
عُـرفــت بلـطـف شخـصك كل حـيـن * بـحـسن الـقـول والـرأي الـسديد
سـمـوت إلى الـعـلا من نـسل صـيـد * لهم صـدق الـولاء فـي كل جـيـد
رعـيت تراث أمـتـنا لـيـبـقى * رعـاك الله يا عـبد الـمـجـيـد
ذلكم هو الأديب عمر علي العلوان الأبن البار والمغرم بالآثار والسياحة والرياضة والتصوير والرسم يرحمه الله ، والذي له السبق في تسمية جبل الفيل بالعلا بهذا الاسم وتناقلت صوره العجيبة والملفتة للنظر بعض القنوات الفضائية ، فضلاً عن تسميته العلا بعروس الجبال والتي كان يتوقع لها مستقبلاً باهراً في مجال السياحة والآثار وغيرها من مجالات التنمية ، وهو ما تشهده العلا حالياً بفضل الله ثم بفضل ما أولته قيادتنا الرشيدة من اهتمام بالغ وحرص شديد ودعم لا محدود في سبيل ذلك ، وفي الختام كم نتمنى على الهيئة الملكية بالمحافظة وفي ظل ما توليه قيادتنا الرشيدة أعزها الله من تشجيع ومؤازرة ومكافأة كل مواطن مخلص وغيور ومُحب لهذا الوطن المبارك المعطاء أن يُكرم هذا الأديب والذي نحسبه مواطناً صالحاً كغيرنا ممن شهد له بمعطياته المخلصة في مختلف جوانب الأعمال التي أنيطت به وغيرها من الأنشطة التي قام بها طيلة حياته ،ولو بطباعة مؤلفاته التي جسد من خلالها كثيراً من معالم الآثار والسياحة بهذه المحافظة أو تسمية أحد الطرقات أو الممرات المُؤدية لأحد المواقع الأثرية فيها باسمه تخليداً لذكره الطيب نظير اخلاصه وتفانيه وتضحيته وبذل كل ما في وسعه من جهد ووقت ومال ، في وقت عزت فيه الأقلام ، وندرت فيه كمرات التصوير لالتقاط ما يتوق لرؤيته السائح أينما كان من جمال الصور الرائعة التي تفردت بها هذه المحافظة عن غيرها من بلدان العالم ، والله من وراء القصد وللجميع فائق التحية .