نزق طارىء
في أحد صفحات الحياة وفِي بعض المواقف التي كنت أظن فيها أنني أكتب بعض الحروف التي قد لا تسمن ولا تغني من جوع التعبير عن ما يحيط بِنَا من أسرار الحياة وتبعات محاولة التأقلم مع نبض مستجداتها ، كنت أظن هذا وحسب لأكتشف بعدها أن قلمي الأخاذ تحول إلى ريشة في أحد الكتابات وأخذ يرسم مشاعره بل مشاعر غيره بالتقمص لدور الآخر وعاث في القلب إفساداً بالحب ونثره هنا وهناك وبغيره من الأمور المستباحة كالسلام وتطهير الحرف من نزق الشعور الطارىء! ومن ثم تحول إلى آله للنحت لينحت في القلب قبل المشاعر وكأنه أصبح شاعر ! ثم اندهشت بعدما تحول إلى عصا تضرب بوعي مني أو بدون وعي في بعض المواقف ولكنه لم يضرب أحدا ! بل ضرب على حروف تحولت إلى صوف منفوش غُزلت لتصبح حرفاً أنيقاً يُرتدى ليقي من المواجع في برودة أجواء المشاعر ونشعر بدفئه عندما يشتعل حطب الحياة ! قد لا ندرك ما للحرف وعزفه ولحنه وصداه من قيمة وأثر وقد يبعثر البعض منا حروفه يمنى ويسرى ولا يدرك عواقبها في صغحات أرواح الأخرين ! إننا حقاً لا نعي خطورة سوط الحرف في الحق والحاجة اليه وقتما يضعف القلب ! حرف يصل إلى مبتغاه ولا يُعلم أفي حق أم في باطل ، وحرف كأبن بطوطة يجول في كل الأماكن ، وحرف يسافر من قلب إلى قلب ! وحروف تتهم بالتعسف والقسوة ! وأخرى يُضلل مسعاها ليحاول من ليس له حق إثبات حق ولكن للأسف بباطل !! مسكينة أيتها الحروف كم يغرر بك ! ويعبث بك وتُستخدمين في غير ما أنت أهل له ، ليأتي من لا شرف له يقتنص شرفاًورفعة بثلة حروف ، اختنقت منه تلك الحروف وكادت أن تأخذ بتلابيب قلمه لأنه يضعها في غير موضعها ويسلب منها صدقها ليحصل على أمر غير مسوغ له !! بثلة حروف فقط قد نظن أنها ليس لها في الميزان ثقل !!هل حقاً هناك من يثقل ميزانه بحرف ومن يخف ميزانه بحروف زور ليغشى فجور هواه هل ستتبرأ منهم الحروف في يوم ما ؟! تبا ً لحرف زل قدم صاحبه يوم تثبت أقدام الصدق .