شرخ عميق يفصل ما بين الماضى والحاضر



كم لبثنا من العمر حتى امسى قريبنا بعيد وبعيدنا قريب
امسينا نمضي معظم الوقت منفردين رغم ما يحيطنا من البشر
في وقت كنا نتمنى فيه ان تقرب فيه مسافات طالت وامتدت بين اباء و ابناء
كانو يتمنو ولو لحظه تجمعهم
اما الان….اصبحو تحت سقف واحد ولكن كأن بينهم مسافة بلاد

اتأرجح بين ذكرياتي, لأرى كيف كنا نتناقل الأخبار والرسائل بالحمام الزاجل
كيف كنا ننتظر المذياع ليبداء ببث البرامج طاهرة الهدف
كيف كنا نجتمع انا واخوتي حول والدي ليروي لنا
قصص جميلة تسكن القلب والعقل ويستحيل نسيانها
انتقل الى ذكرى والدتي كيف كانت تجتمع ب صديقاتها
ليقومو بحلقة الذكر الجميله المليئه بالاستغفار ,الصلاة على النبي , التسبيح
و قراءة القران
كيف كانت والدتي تصنع كل شي نحتاجه بالمنزل
كيف كانت رائحة لبخور الخاص ب والدتي تملئ ارجاء المنزل
كيف كانت منازلنا لا تتوقف عن استقبال الضيوف
كيف كانت حياتنا مليئه بالضجه الجميله
اخرج من ذاكرتي لاجدني في زمن غزته التكنلوجيا
في فترة زمنية وجيزه اقتحمت عالمنا التكنلوجيا و صنعت شرخ كبير
بين الماضي و الحاضر صنعت شرخ في عقول اغلب البشر
و اصبحت شي اساسي يعتبرة الناس كالماء و الهواء يصعب عليهم
الاستغناء عنها لساعات عدة فقط اصبحت حياتهم عبارة عن بحر تكنلوجيا والجميع غرقى في هاذا البحر اصبحنا ب لمسة واحده على الشاشه نتبادل الرسائل ,بلمسة نفتح مكالمات صوتية او حتى مرئيه اصبحنا نجد بعيدنا قريب بلمسه و قريبنا بعيد بسبب التكنلوجيا التي استعمرتنا فأصبح الجار لا يعلم من جاره ومن يقطن بجواره
اصبح عالمنا بشع فأصبح الاتفاق على شي بالاعجاب واصبح الغصب ب الحظر
واصبحت الحملات المعارضه مجرد (هشتاق ) على توتير
اصبح الشخص بعقل الماضي و بظاهر الحاضر
أصبحنا في عالم بشع
لدرجة حكمنا على الاخرين بقطعة من القماش
بأسم ماركه معينه كم اصبح العالم جشع
لدرجة الحكم ع الاشخاص من شهاده
من اسم عائله من دخل مادي
من ماركة هاتف، ساعة، بنطال او حتى نظارة
كم اصبحنا في زمان لا نقدر العقول الراقيه
لا نقدر الاحترام لا نقدر الاخلاق والقيم
و المبادئ اصبح اكبر همنا ان نكون في اعين
من امامنا كاملين باشياء لا تجعل من اي شخص
الا مجرد جلد مقرف مغطا بالماركات
اصبحنا في عالم مليئ بالظلم
مليئ بالعنصريه
من حيث الديانه، لون البشره و ما لم يختره احد منا
فقط مجرد قدر جنسية الشخص
ارجوكم تحضرو بعقولكم لا بهواتفكم ولباسكم
تحضرو باخلاقكم تحضرو برقي افكاركم
لو فعلتم لأصبحت أرضنا جنة

(لَيْسَ الجَمالُ بِمِئْزَرٍ، فاعْلَمْ، وإِنْ رُدِّيتَ بُرْدَا
إِنَّ الجَمالَ مَعادِنٌ ومَناقِبٌ أَوْرَثْنَ حمدَا) “عمرو بن معد كرب”