عاده صنعناها لأنفسنا



بقلم/ عائشة آل رفده

سأكتب بقلمي المتواضع عن موضوع أزعجني ومازالتُ انزعج منه كثيراً ولربما يزعج البعض ؟! ولن يستشعر هذا الموقف جيداً إلا من عاشه في يوم من الأيام!!

“مناسبة العزاء” هكذا اسميتها لأصف بعض الذين تجردوا من المشاعر الإنسانية والعاطفية الذين لا يحملون ذرةً من الأحاسيسِ بالآخرين.

أصبح العزاء مكان للمحادثات والقهقهة بصوت عالي ومن غير ذوق وكأنهم في مناسبة عشاء أو جمعه مع الأصحاب ، إضافه إلى الأكل والشراب المفرط ،الذبائح ،الضيافة ،الترحيب، ووو !! حتى يصبح بيت الميت مطعم بابه مفتوح باليل والنهار ، ومكاناً للقاءات.

لامست هذا الشيء ورأيته في عزاء غاليتي ‏رحمة الله عليها ، ولا زلت أرى هذا الشيء المحزن في أغلب التعازي.

رفقاً هؤلاء الناس بقلوب أهل العزاء رفقاً بمشاعرهم الحزينه والمكسوره.

ضعوا أنفسكم في مكانهم !! فهذا طريق لاملجأ منه ولا بد أن نمر فيه يوماً ما!!

بالفعل موقف صعب جداً أن يكسوك الحزن لفقدانك عزيزاً أو غالياً على قلبك ومن حولك لايشعر ولا يرى بهذا الحزن حتى إدراكهم للوقت لم يهتموا فيه ولم يفكروا كم يحتاجون أهل العزاء من الوقت للراحة والنوم.

يا الله هل لهذه الدرجه صارت أعين الناس في غطآء وصارت قلوبهم في غلف ؟!

أتساءل دائماً هل هو مبدئ لابد منه أم عاده وتقاليد صنعناها لأنفسنا ؟!

للأسف عاده سيئه جداً نحن من صنعناها ونحن من نستطيع تجنبها.

أخيراً لكي لا يُفهم حديثي على عكس ما أود قوله سنة العزاء والذهاب لأهل العزاء ومواساتهم في مصيبتهم من سنن ديننا وأوصى بها حبيبنا الكريم لقوله صلى الله عليه وسلم : (ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبته، إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة).

كما أوصى نبينا كذلك بإحضار الأكل لأهل العزاء
فعن عَبدِ اللهِ بنِ جَعفَرٍ، قالَ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ حِينَ قُتِلَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَقَدْ أَتَاهُمْ أمْرٌ يَشْغَلُهُمْ-أَوْ أتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ).

اصنعوا لآل جعفر طعاماً فلنقتدي بهذه السنه بعيداً عن الولائم والذبائح والمبالغة.

هكذا دين الوسطية … دين الألفة والمحبة ( لاضرر ولا ضرار ) على عكس مانراه اليوم؟!

“اللهم أرحم من فقدناهم واغفر لأرواحهم الطاهرة واجمعنا بهم في الفردوس الأعلى”.

شعور لامسته فكتبت عنه أترك لكم التعليق ، وأتمنى ينال إعجابكم .