مهجة الروح
بقلم : سلوى بن حريز المري
الأبناء فلذات الأكباد و قرة الأعين ومهجة الروح فمن
الملاحظ أن أغلب المجتمعات في هذا العصر تواجه مشكلات عظيمة , بإنحراف الأبناء وعقوقهم للوالدين وقطع الأرحام وضعف الوازع الديني , وعدم إحترام الأخرين .
فيظن أغلب الناس أن الأنترنت ووسائل الإعلام والفضائيات وأصدقاء السوء أسباب رئيسية لإنحراف أبناءهم وضياعهم، فتركوا أولادهم في رعايته مرددين عبارة ؛هذا جيل متميز وذكي ، ولاأحد ينكر الضرر الكبير الذي أحدثه إستخدام تلك الوسائل على قيم وأخلاقيات العائلة ودور تلك الوسائل في تفكك العائلة ولكن لم يحدث ذلك إلا بإهمال وتقصير من الآباء والأمهات وتغير في مفاهيم الوالدين. فأين دورهم في تعزيز القيم والدين والأخلاق في سلوكيات أبناءهم وغرسها في نفوسهم ؟
فللأسف أهتم الوالدين في عصرنا هذا بإطعام أبنائهم وكسوتهم وتعليمهم في أفضل المدارس والجامعات وتعليمهم اللغات ولكن لم يهتموا بغرس تعاليم الدين الإسلامي والأخلاق والإحترام في نفوسهم مما أدى إلى إنحراف الأبناء ،
لم يتغير حال أبناء هذا الجيل إلا بتغير مفاهيم الآباء والأمهات فأصبحوا يخشون على أبنائهم من تأثيرات القسوة ومن العوارض الطبيعية فأسرفوا في دلالهم وتلبية مطالبهم ،.
وكان يترك طفله على طبيعته دون توجيه لكيلا يتأثر نفسيا ويتعقد، ويصدرون الآوامر والنواهي ولكن لايطبقونها عودوا أبنائهم على الإتكال عليهم، حتى أصبح جيل يعتمد على والديهم في كل شيء غير مقدرين لما يبذله الوالدين من أجل إسعادهم وارضائهم، وأصبحوا عبئا كبيرا على والديهم ، فمازال أبنائهم الكبار صغارا وبحاجة إلى رعاية ،بالرغم من أحتياج الآباء والأمهات لمساعدة أبنائهم لهم عند الكبر ، فزيادة العاطفة من الآباء والأمهات تجاه الأبناء أخر نضوج الأبناء وجعلهم اتكاليين.
فالأبناء أمانة ومسؤولية قال عليه الصلاة والسلام :(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
لقد شاهدت موقف في معرض جدة الدولي للكتاب لوالد يعلم طفله الذي لم يتجاوز العام ونصف العام كيف يمد يده ويسلم فهذا ماينبغي أن نفعله لغرس الدين والأخلاق في نفوس أبنائنا منذ الصغر حتى لانستاء منهم عند الكبر ، فما نراه من سلوكيات بعض جيل هذا العصر يضعنا أمام تساؤلات وتحديات عظيمة
كيف نعد أبنائنا ليكونوا عماد المستقبل وحماة الوطن؟
كيف نكون قدوة صالحة لأبنائنا؟
كيف نحمي أبناءنا من المؤثرات التي تهدد أخلاقياتهم وسلوكياتهم؟
هل إنحراف أحد المربين يسبب انحراف الأبناء ؟
هل انشغال الوالدين عن أبنائهم يجعلهم عرضة للانحراف؟
هل أساليب التربية التي يستخدمها الوالدين يتناسب مع ثورة التقنية والاتصالات وإنفتاح الشعوب مع بعضها ؟
قال الله تعالى في كتابه الكريم؛ (وإنك لعلى خلق عظيم ) ،
تعليم أبنائنا الدين وحسن الخلق هو أساس التربية وغرسها في نفوسهم هو السد المنيع لمواجهة اي مؤثرات لإفساد سلوكياتهم.