بذور الخير في عام 2020



بقلم المستشار الأسري / خالد بن محمد العويش

ليس مهماً التفكير بكم الإخفاقات التي مررت بها واستنزفت الكثير من جهدك ومشاعرك فالتفكير بما مضي سيجعلك أسيراً له ولن تستطيع الفكاك منه لأنه كالوحل يبتلع صاحبه دون رحمة .

أجعل حياتك ذات معنى ورونق بصناعة السعادة حتى لو كانت مفتعلة ولا تغتر بكم الفرح الذي تجده معروضاً على حبال من يهوي نشر تفاصيله .

ولتعلم أن لكل همه متاعبها الخاصة ولكن البعض رسم له سبيلا لأن يكون سعيدا مهما تكالبت عليه ظروف الأقدار .

السعادة الحقيقية هي الرضا بما قسم الله والعيش في حدود المتاح ومحاولة التغيير دون حسرة على الواقع بل رغبة في أن تكون ذا حال أفضل ومهما حاولت ثم حاولت ستجد اخفاقات وعثرات وشماتات من الكثير ممن يملكون ألسن الإحباطات ولكن دعها ولاتنصت سوى لقلبك وعقلك وامض قدماً نحو الأفضل دون قلق فالأقدار مكتوبة ولن يضيرك شرف المحاولة وكن ذا قناعة بأن التوفيق بيد الله وحده مهما صنعت أو اصطنعت ظروف النجاح فأن المكتوب محتوم فلذلك لاتبتئس بما أصابك وكن واقعيا في أحلامك ولاتمتطي صهوة المستحيل مهما أغراك ذلك هوى النفس أو تلك الأبواق الحالمة التي قد تدخلك الجنة وأنت في فراشك .

عام جديد قدم وعام أفل وبينهما فقط مساحات من النجاحات قد تنسيك ماسبق وتدفعك إلى مابعد .

الحياة ليست سوى مرحلة لا تقاس بالزمن مهما اقنعك الآخرون بذلك بل هي بما صنعت .

كن صانعاً للخير محباً للإنسان فإن اهتديت اجعل في قلبك المزيد من أمنيات الهداية لغيرك ولا تقتحم أسوار الناس فلكل وضعه وطبعه وفلسفته في الحياة واجعل جل أهتمامك أن تكون باذرا للخير أينما حللت ولاتكن نتن الخلق فمهما جاملك الآخرون سيقمعك غيرهم .

دع أيامك تمر بسلام فضجيج الخذلان لن يستمر طويلاً وسترى ذاك النور الذي سيعطيك بصيص أمل يحفزك لأن تكون أنت .

لن تفيدك تلك الصور الفاقعة التي قد تسحرك بوهجها فأنت ليس هم وهم ليسوا أنت فكن أنت كما أنت ولاتتلقف ماقذف إليك عمداً أو عفواً .

مضي من عمرك حقبات زمنية مررت بها في الكثير من محطات استوقفتك كثيرا فلا تدع زمانك يسبق عملك ولتكن أول الممتطين لجواد التغيير ولتقفز سنواتك الضوئية للإنجاز المبدع .

دع 2020 يكون نهاية كل بداية محبطة وبداية نهاية لكل شيئ يقلقك فالعمر أقصر من أن نمضيه بالتباكي على مافات واثمن من أن نمضيه بتصفية حسابات وتبادل اتهامات وتوجيه الطعنات فلربما افتقدت الكثير ممن تحب وأنت كنت منشغلا عنهم بمعاركك الخاصة التي لن تجني منها سوى انشغالك بالمهم عن الأهم .

ما أقسى أن تفتقد أحدهم في لحظة قدر لم ينتظرك لأن تقول له ما تريد ليرحل عنك في رحلة أبدية لتعيش حسرة جارفة قد تكون قاصمة فلذلك دع عنك ذلك وثمن أيامك بجميل أفعالك ولتكن ذلك الإنسان العظيم في كل شيء .

سجدت لك الملائكة ليس لجنسك بل لأنك قد ارتضيت أن تحمل الأمانة التي عجرت عن حملها السموات والأرض والجبال فلا تكن ظالما لنفسك فالأمانة أعظم مما أن تحمل وروحك أعظم أمانة فلتدعها تكون من تلك الأرواح الطاهرة التي تنثر الفرح أينما ذهبت .

عامك الجديد قد قدم فامضه بما شئت ، ولكن لاتنس أن الأرض تنبت مابذرت ولا تقلق من صروف الحياة وأرفع رأسك دون خجل مبتهلا من رب الأرباب ومسبب الأسباب فإنه إن رضي عنك فقد ربحت كل ما أردت .