الشيخ “صباح الأحمد” 14 عام من العطاء والتقدم والأنجاز
أشرقت الشمس على يوم مميز في تاريخ الكويت الحديث ففي 29 يناير عام 2006 بايع الكويتيون حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه على السمع والطاعة أميرا للبلاد اذ قابلهم سموه الوفاء بالوفاء والعهد لهم بصون الامانة والعبور بسفينة البلاد الى بر الامان.
وفقا لصحيفة “الجون” الكويتيه يحتفل الشعب الكويتي في هذه المناسبة بمرور 14 عاما على تولي سمو امير البلاد مقاليد الحكم اذ استطاع سموه قيادة سفينة البلاد الى الاستقرار والثبات مغلبا الحكمة والعقل في اتخاذ القرار والتمسك بثوابت الكويت في وجه التطورات الاقليمية والدولية.
وقد حرص سموه منذ اللحظات الاولى لتوليه مقاليد الحكم على تأكيد اهمية اللحمة الوطنية بين ابناء الشعب الكويتي موجها الخطاب تلو الآخر في مختلف المناسبات ليؤكد فيها ان امن الكويت وتكاتف شعبها ووحدتهم الوطنية هي الاساس الراسخ والمبدأ الثابت.
وما جاء في خطاب سموه للشعب الكويتي في نوفمبر الماضي إلا تأكيد جديد على هذا الأمر اذ قال سموه “اخواني وأبنائي المواطنين أدعوكم الى الانتباه الى مصلحة وطننا العزيز وصيانة أمنه واستقراره والوقوف صفا واحدا في وجه من يحاول العبث بأمنه وشق وحدته الوطنية” مؤكدا ثقته التامة بأن أهل الكويت “مدركون لخطورة المرحلة التي تعيشها منطقتنا وما تقتضيه من وعي ويقظة وحرص على وحدة الصف والكلمة وتجسيد المسؤولية الوطنية”.
وقبل الولوج الى سجل منجزات “أمير الحكمة” حفظه الله ورعاه ينبغي أن نتوقف قليلا عند مسيرة سموه العملية الحافلة فهو النجل الرابع لأمير الكويت الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح وبدأ تعليمه في المدرسة المباركية ومن ثم أوفده والده الى بعض الدول للدراسة واكتساب الخبرات السياسية.
وشكل عام 1954 بداية دخول سموه العمل في الشأن العام إذ عين في بادئ الأمر عضوا في اللجنة التنفيذية العليا التي عهد إليها آنذاك مهمة تنظيم مصالح الحكومة ودوائرها الرسمية.
وفي عام 1955 تولى سموه منصب رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل ودائرة المطبوعات والنشر اذ عمل على تنظيم العلاقة بين العمال وأصحاب العمل وسط التدفق الخارجي من الدول العربية والأجنبية للعمل بالكويت علاوة على استحداث مراكز التدريب الفني والمهني للشباب ورعاية الطفولة والأمومة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة وتشجيع قيام الجمعيات النسائية والاهتمام بالرياضة وإنشاء الأندية الرياضية.
كما أولى سموه رعاه الله اهتماما خاصا بالفنون وعلى رأسها المسرح ففي عام 1956 أنشأ أول مركز لرعاية الفنون الشعبية في الكويت كما عمل على إصدار الجريدة الرسمية (الكويت اليوم) وتم إنشاء مطبعة الحكومة لتلبية احتياجاتها من المطبوعات.
وتم حينها إصدار مجلة (العربي) الى جانب إصدار قانون المطبوعات والنشر الذي ساهم في تحقيق مكانة مرموقة للصحافة الكويتية بين مثيلاتها في الدول العربية.
وعقب استقلال البلاد عام 1961 عين سمو الشيخ صباح الأحمد عضوا في المجلس التأسيسي الذي عهدت إليه مهمة وضع دستور البلاد ثم عين في أول تشكيل وزاري عام 1962 وزيرا للارشاد والأنباء.
وفي يناير عام 1963 وبعد إجراء أول انتخابات تشريعية لاختيار أعضاء مجلس الأمة تم تعيين سموه وزيرا للخارجية لتبدأ بذلك مسيرته في العمل السياسي والدبلوماسي التي برع فيها حتى أصبح عميدا للدبلوماسيين في العالم ومهندسا للسياسة الخارجية الكويتية قاد خلالها البلاد إلى بر الأمان وسط الظروف والمحطات السياسية البارزة للبلاد ومنها رفع سموه علم الكويت فوق مبنى الأمم المتحدة بعد قبولها عضوا فيه في 11 مايو من عام 1963.
وسعى سموه بدأب إلى لم شمل الأشقاء وحل الخلافات عندما شارك في الستينيات باللقاء الذي نظمته الأحزاب المتنافسة في اليمن مع ممثلي مصر والسعودية لوضع حد للحرب الأهلية اليمنية حيث استأنفت اجتماعاتها في الكويت في أغسطس 1966 وعندما تدهورت العلاقات حينها بين اليمنين (الجنوبي والشمالي) قام سموه بزيارة إليهما حينها في أكتوبر 1972 والتي أثمرت عن توقيع اتفاقية سلام بينهما.
كما قام سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله في عام 1980 بوساطة ناجحة بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية حينها نتج عنها توقيع اتفاقية خاصة بإعلان المبادئ ثم وجه سموه الدعوة لوزيري خارجيتيهما لزيارة الكويت عام 1984 حيث اجتمع الطرفان على مائدة الحوار وتوصلا إلى إعلان انتهاء الحرب الإعلامية بينهما واحترام حسن الجوار وإقامة علاقات دبلوماسية.
وطوال سنوات قيادة سموه لوزارة الخارجية بذل جهدا كبيرا في تعزيز وتنمية علاقات الكويت الخارجية مع مختلف دول العالم خصوصا الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.