فنجان بنكهة من عقلك
بقلم / أفراح مؤذن
نعلم أن العقل هو النعمة التي تفرد بها الإنسان عن سائر المخلوقات لما منحه الله من الوعي والإدراك والاستجابة والتخيل والتمييز والتقدير وهو المسؤول عن معالجة المشاعر والانفعالات .
فقيمة الإنسان بعقله الواعي الذي ينظر للحياة بنظرة إيجابية تفاؤلية .
حينما يوجد الإنسان بمكان ما فقد يكون حاضراً بجسده دون عقله وقد يكون حاضراً بالعقل دون الجسد , ومن الذكاء أن تترك نكهة من عقلك أينما تكون .
نحتاج فنجان من عقلك قبل أن ترحل، فالصحة هي أثمن ما نملك، وفنجان من العقل يعود بالصحة على الشباب والجمال ويعود بالملامح إلى النضارة والصفاء , فكما تتوق النفس إلى أن ترتشف العصائر والشاي والقهوة ، يتوق العقل إلى أن يستنشق نكهة من الأدبيات وفنجاناً من الفلسفة وطبقاً من مقبلات العلوم ، وكوكتيل المنطق والدين والفنون والمعارف والمهارات مفاتيح القلوب في عقول أجادت الوصول .
رغم أن العقل يتسم بالصلابة والقوة ، ويعتمد المعايير والتحليل المنطقي والحسابات الدقيقة، إلا أن العاطفة تتسم بالرقة والسيولة واللامعيارية ، فجوهر العقل بين الفكر والعاطفة .
لذا إذا أردت أن يفكر الآخرون بك أو يصنفوك أمام الآخرين، وأن يصبح عقلك حاضراً رغم غياب جسدك ،عليك أن تترك بعضاً من خصائصك التي يحبها الناس ويستمتعون بصحبته .
إن لم تقدم نكهة أو فنجاناً من عقلك المفعم بالحكمة والمعرفة.
فلتتصدق بما تجود به النفس من الإبتسامة ، فالكريم من جاد بكلمة طيبة أو إبتسامة أو علم ينتفع منه الناس بعد الرحيل لتكون طيب الأثر .