اصفرار الأسنان بعد التبييض



بقلم الدكتوره:- غادة أبو القمصان

انتشرت معاجين الأسنان وغيرها الكثير من أساليب تبييض الأسنان الطبية  ومنها الشعبية؛ لتبييض الأسنان, وأصبحت في متناول الجميع, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه, كيف لمنتج صحي لتبييض الأسنان, بسعر مادي جيد لا يُقارن بسعر تبييض الأسنان في العيادات, يمكن أن يعطي نفس النتيجة؟ وهل هذه المنتجات أكذوبة تجارية؟ بالطبع لا, فالمنتجات هذه خضعت تحت تجارب عديدة قبل أن تٌصدر للاستخدام, وهي بالفعل فعّالة, ولكن نسبةً وتناسباً مع ما يُقدم للمريض في العيادة من منتجات تبييض ونتائج, فهي أقل؛ وذلك لأن تركيز مادة التبييض في هذه المنتجات ضعيف جداً, فـ كلما زاد تركيز مادة التبييض كلما كانت حارقة ومضرة أكثر من كونها نافعة, ولكن ليس من الممكن أن يستطيع استخدامها بالتركيز العالي المسموح به طبياً سواء أطباء الأسنان, وذلك لكي لا يتعرض أي فرد لأي أضرار جانبية, وبناءً عليه يتم دوماً سؤال كل مريض يود أن يخضع لعملية تبييض الأسنان, هل خضعت لتبييض أسنانك سابقاً؟ متى كانت آخر مرة؟, فهذه الأسئلة الأكثر أهميه؛ وذلك لأن مادة التبييض قوية فلا يصح كحد أدنى أن تتم عمليه التبييض مرة أخرى قبل مرور ستة أشهر. ونلاحظ أن الكثير يعاني من أمر اصفرار الأسنان بعد تبييضها وأحياناً كثيرة اصفراراً أكثر من السابق ولكن لماذا؟

أولاً يجب أن نعلم ماهي آلية تبييض الأسنان في عيادة الأسنان وبقوالب التبييض وكيف يتم تبييض الأسنان؟,  فلو عُرّف بطريقة بسيطة فهو ازالة الطبقة المصفرة عن سطح الأسنان, ولكن لتبسيط الصورة أكثر لكل فرد؛ حتى يعي ما يخضع له لتبييض أسنانه, دعونا نطلق لخيالنا العنان, ونتخيل أن سطح الأسنان عبارة عن فتحات صغيرة جداُ لا تُذكر كمسام الجلد, وفي هذه الفتحات يتم ترسب الملونات, التي تؤدي لاصفرار الأسنان آنفاً, فلو تخيلنا أن مادة التبييض هي مادة ممغنطة تجذب كل الألوان, فحين وضعها سيتم جذب كل الملونات من فتحات سطح الأسنان, وبذلك سيتم تفريغ هذه المسامات, ويبدأ بعدها الفرد يشعر بحساسية في أسنانه, وهذا ما يُفسر هذه الحساسية بعد عملية تبييض الأسنان في عيادات الأسنان أو تبييض القوالب خاصة, لأن تركيز مادة التبييض يكن أقوى, وهذة الفتحات قد أصبحت فارغة وتنقل الحرارة لداخل السن فيشعر الفرد بألم الحساسية , لحين أن تعود هذه الفتحات وتمتلئ مرة أخرى, ولكن يجب هنا أن تمتلئ باللون الصحيح, فكيف يمكن ذلك؟
ثانياً: ان أردنا تعبئة هذه الفتحات باللون الصحيح, يجب علينا أن نتبع إرشادات الطبيب بدقة عالية جداً, دون أدنى خطأ, وان نسي الطبيب اعطاءك الارشادات وليس على المرء حرج في النسيان, فليس هنالك حجة, موقع جوجل هو الأكثر شهرة وهو الغني بكل المعلومات, فابحث واستكشف بنفسك, ولا تدعي بأنك كنت ضحية لنسيان الطبيب, فأنت نسيت ذاتك قبل أن ينسى الطبيب الارشادات التي تهمك, فلنعلم أننا أطباء أنفسنا قبل أي طبيب.

ثالثا: يجب أن نعي ونحفظ ارشادات ما بعد تبييض الأسنان لكي نحافظ على بياضها أكثر مدة, وذلك بتعبئة الفتحات بطريقة صحية باتباع هذه الارشادات :

الابتعاد التام عن شرب السوائل شديدة البرودة أو الحرارة, لمدة لا تقل عن 5 إلى 7 أيام.
يجب تجنب أي طعام أو مشروب يسبب تلون الأسنان , لمدة لا تقل عن 10 أيام إلى 14 يوم.
تجنب التدخين بعد تبييض الأسنان لمدة لا تقل عن شهر (30 يوماً).
تجنب استخدام غسول الأسنان لمدة لا تقل عن 5 أيام إلى 7 أيام.
الامتناع عن جميع العوامل المسببة للبقع , لمدة لا تقل عن 10 أيام إلى 14 يوم.
تفريش الأسنان بعد كل وجبة, أو مشروب, وذلك لعدم ترك أي مجال لترسب المواد على سطح السن وذلك لمدة لا تقل عن 14 يوماً.
تفريش الأسنان قبل النوم وعند الاستيقاظ بطريقة دورية مستمرة وليس لها مدة محدودة.

رابعاً: لنعلم ما هو الفرق بين منتجات التبييض و التبييض لدى طبيب الأسنان؟, ولنبدأ بمنتجات التبييض كمعاجين الأسنان وغيرها التي  يجب على الفرد أن يعلم بأن مثل هذه المنتجات يعمل عمل التبييض لدى طبيب الأسنان ولكن بمفعول أقل قوة وأقل تركيز , لذلك لا نشعر بالفارق المباشر كما نشعر به بعد التبييض لدى طبيب الأسنان , لكن في كلتا الحالتين تعمل نفس الآلية, وهو تفريغ ما قد أطلقنا عليه آنفاً بمسامات الأسنان والمعروف بـ (Enamel Rods), ولذلك يجب على كل فرد يستخدم معجون أو أي منتج للتبييض أن يتبع التعليمات ذاتها للتبييض ولو اختلفت الطريقة, فلو لاحظنا أن الكثير يستخدم هذه المعاجين ولكن يعاني من زيادة اصفرار الأسنان مع مرور الوقت, وذلك لأن هذه المنتجات لها نفس المفعول ولو اختلف التركيز, فيجب تعبئة ما تم تفريغه بطريقة صحيحة, واستخدام معجون أسنان لا يحتوي على مادة التبييض, ولو كانت نسبية, وان تم استخدام معجون الأسنان بمادة التبييض يجب اتباع تعليمات التبييض ذاتها, فلا فرق بين منتج تبييض بمتناول اليد ومنتج تبييض في عيادة الأسنان.

خامساً: ماهي حساسية الأسنان بعد التبييض؟ معظم الذين قاموا بتبييض الأسنان لدى الطبيب أو بقوالب التبييض, عانوا من حساسية في الأسنان بعدها ومنهم كثير استمرت آلام هذه الحساسية بعد المدة المفترضة وهي كحد أقصى اسبوعين (14 يوماً ). بدايةً؛ جميعنا يعلم بأن أسناننا مكونة من ثلاث طبقات, طبقة المينا (وهي الطبقة الخارجية وهي غير حساسة), طبقة العاج (وهي الطبقة التي تلي طبقة المينا, وهي الطبقة الحساسة) واخيراً لب السن (وهو العصب) , فحساسية الأسنان بعد التبييض تأتي بسبب تفريغ سطح الأسنان مما كان مترسب عليها وتزيل الطبقة المصفرة من طبقة المينا, فتصبح طبقة المينا مفرغة, وموصلة للحرارة , بحيث أنها تنقل الحرارة بدرجاتها لطبقة العاج بسهولة بعد عملية التبييض, فيصبح بعض الأفراد لا يحتملوا دخول الهواء عند الكلام, ويبدأ شعور الحساسية لديهم, ولكن عند اتباع الارشادات السابقة بطريقة صحيحه ومتقنه, تعود الأسنان لطبيعتها دون حساسية, وباللون الأبيض الساطع المرغوب به.