الطيبات جيلًا
بقلم : نسيبه علاوي
و كأَّن الزمن يتهادىٰ علىٰ أصابعه فلا يكاد يُبين فينا وقعًا لثقلِ خُطاه..و كأننا-نحن الطيبات جيلًا- قدْ علقنا في الخلودْ..بينَ ماضٍ سهلٍ ممتنعْ.. و حاضرٍ يضجُّ دهشةً و يبرقُ سرعة.ما زلنا كالزهر نُضرة..و الحسنُ يسقينا من كل جانب ..قد عرفنا لعبقنا قيمة ..فهدهدنا أحلامنا..و ملأنا القلوب طمأنينة ..و همسنا للزمن:أنْ قد أورقنا و عبقنا و ارتوينا..فهيهات هيهات أنْ تُذوينا..
للماضي فينا تؤدة المثقف..و روح المحارب..و حياء العذراوات..و للمستقبل الأماني الفارعات..نلنا من كلّ حلمٍ ينعُ ثمرة..و كُنّا من كل أمنية قاب قوسين أو أدنىٰ..
ربٌ كريم قال لزمننا :كن مخضرمًا ما بين قديمٍ تعتَّق أصالة..و ما بين حاضرٍ تحادث فنًّا و تعاظم سحرًا..كن بردًا و سلامًا على من عاصرنك و أمنًا ..و طِبْ لهنّ مأكلًا و مشربًا و ملبسا..