الجرح العتيق
بقلم الأستاذة : فاطمة روزي
في ميدان الحب دارت معركة عشق دامية فأزهرت أغصان باسقات طلعها نضيد من شجرة الغرام بين أضلعي ترتوي من ماء عينيك وتتغذى من حديثك وتتنفس من روحك .. أما ثرثرة أناملك تحكي عن الاثير المثير الذي حوى الكثير ونظرتك ليست إلا كبريق السماء العسجدية التي سلبت خافقي طرباً في عاصفة هوجاء ..
يا من أصبحتَ صداحاً يجلبُ لي من كل فجٍ أكاليل الفرح فيمطر ثغرك شهداً في كؤوس مخملية فأرتشفه رشفاً حد الثمالة فأهيم وأَخِرُ صريعة حتى تشرق شموسك الوضَاءَة لتُحيني حينها تخسف الأقمار منك خجلاً وتتوارى .. يا شعلةً تخبو بداخلي لن تنطفئ بطوفان وجدك الطاغي الذي غدى كجمرة غضى ..
يا أميراً نصبته على عرش ظلمتي ويا قنديلاً يطوف الكون لينير عتمتي .. صرتُ أترنم معك وبك كالبلابل المغردة على الشرفات بعد أن كان الخرس يكتنفني والعمى يحتويني والبؤس يحتضنني .. فمنذ ذلك الفجر كنتَ غيمة أقداري وشهيقي وزفيري فكان يوماً جديداً بميلادي ثم نضجتً جنوناً وأينعتْ سنابلي بنبض أعاصير روحك الوارفة ..
يا حباً سكن القلب والروح ولم تكتمل فصوله فانتزع السيل العرم لذة الغرام ونشوة الهيام حتى بتُ وطن بلا مأوى ذابلة من فرط الجوى فرحل الهوى الذي غوى فهوى .. فسقطتْ مدينتي المقدسة بين براثن الأصفاد الظالمة بينما كنتُ أقف عند محراب حنانك ومزامير حروفك .. ففقدتُ صوتك المتهجد وتلاشت تسابيح ذكراك ورحلت تراتيل عطفك .. وعاد الجرح العتيق بين ثنايا انكساراتي ..
فبات الحب في قفص الإتهام وأسدل ستار اليأس جدائله وصار الوجع ينزف أنيناً تتراقص عليه أنهار دموعي وأنطفأت شموع أناملي على تلاوات نشيدي .. ثم غفى الجرح بين أحضان الصمت بسفن الأوهام يلوح ألماً وحسرة على ما مضى حتى رحل .. فبدأت مراسم الدفن الأبدية تراقص طقوسك الليلكية على ايقاعاتك الأزلية ..
فهل ستزهر من جديد بذور الحب المخملية ..؟
همسة :
جرحتني جرح ليس كباقي الجروح .. قد يبرأ الجرح لكن الأثر يبني صروح ..