تعويذة الغرام
بقلم :- فاطمة روزي
بين صرير الرياح العاتية والأماكن الموحشة الخاوية على عروشها .. كنتُ انتعل كل أحلامي الوردية أجرها تارة وأركلها تارة أخرى .. وألبس معطف الألم وأنكأ جرحي العتيق فينزف خيبةً وأحبسُ أنين الويلات وألفظ أنفاسي لبرهةً .. فأصبحتُ أصارع حمم الجحود والخذلان وزلازال القسوة والغيرة وفيضان الحقد الدفين إلى أن ابتعدت رويداً رويداً عن بوابة الجحيم وكل شيطانٍ لعين .. ثم صرتُ أجوب الأماكن وحدي مذعورةً ابحث عن حضن الأمان وأبواب الإطمئنان فوصلت إلى مكانٍ رحيب فولجتُ دون استئذان ودموعي تصارعني وأصارعها مع ذلك النحيب فلا صديق يساعدني ولا أخ يساندني ولا معين ..؟
وفجأة أرعدت سماء سحبك الصامته الهادئة ثم أمطرت مطراً بعبق همسك المثير الذي خدر كياني وشل أركاني .. وإذْ بنسيم الحياة يرتمي من الجنة أمامي لأعبر شاطيء الأمل البعيد لأُلملم شتاتي وما تبقى من رفاتي .. فثمة مسافاتٍ ألمحها بين الحب الفتان والعشق المجنون والهيام والسعادة والراحة .. فهرولتُ مسرعة ألملمها وأضمها إلى جوانحي ثم بدأتُ أُسرح مشاعري واحاسيسي بمشط حبك المتمرد الذي منحني القوة والجبروت واستنشق عشق روحك المشعوذة .. حينها عقدتُ عقدة الهيام ونفثتُ بداخلك جمرة الحب الذي ينزف عشقاً من اللهيب الذي لا ينطفئ .. فأصبحتُ في صراعٍ مستديم بشبح الأشواق المشتعلة وبين بُعدك الغاشم في ساحة الحنين ..
أميري أنتَ الوطن حينما فقدت الأوطان فلم أجد مسكناً سوى قلبك عاصمتها روحك الحالمة أشاغب وأعبث كيفما أشاء بشوارع مدينتك الدافئة .. فعشقي لك ليس إلا كليل سرمدي استثرتَ روحي فهامت حتى امتزجت بروحك بعنفوان أثير طلاسم سحرك فنامت .. فأنتَ كتعويذة غرام امتلكتنى في عالم الهيام القابعة بين حنايا القلب والضلوع .. فلا ملاذ من الهروب إلا منك وإليك فأنا أسيرة هواك في بحرك الهائج المتلاطم متعطشة لترياق شهدك المذاب الذي يشفيني من احتلال السنين ..
فلا أريد سوى أن انظر إلى عينيك لأسترق منك ما تهيم به روحي وتزهر سنابل الفرح والأمل بقلبي ودروبي حينها تذبل آلامي وتندمل جروحي ويموت تعبي ويندفن أنيني .. فيوماً ما سنحمل بيرق العشق الأبدي ونبني جنتنا المقدسة وسأرتل صلوات الغرام أمام محراب الهوى بإبتهال لصرح عشقك المُتيّم وعلى منابرها سأتلو ترانيم حبك وحبي وتراتيل اسمك واسمي فيخشع فؤادك وفؤادي وتفوح مسك دعواتي .. ثم ندُكُ حصون الحاقدين وقلاع الحاسدين وسنمضي فرحين مغردين يكتنفنا رداء العاشقين ..
همسة :
أنتَ حكاية من القدر الجميل .. وبسمتك كالطلع النضيد ليس لها مثيل ..