من أسباب النفور .. والكورونا
بقلم تركي زميم
شكى لي أحد الأصدقاء القدامى
في جلسةٍ ودية نفور زوجته منه
وأنها لا تمكث بجانبه قليلاً حتى تولّي مسرعة متحججة برنّة الهاتف أو أن الأكل سيحترق
ولأنني “مُدَبِّرجي” الشلّة سابقاً ومؤلف كتاب
“التدبير في كل موقف خطير”
أخذت في صمتٍ مُطرق أبحث عن ماهية الأسباب التي قد تؤدي لتنافر زوجان لم يمضي على زفافهم عام واحد.
استرجعت شريط الذكريات لأقف على أهم ملامح شخصية صديقي التي يمكنني من خلالها استنباط الخطأ الذي وقع فيه.
فتذكرت أن له ماضي مُثير إذ انه كان يجيد لعب دور الشخصية “البوهيمية” الفوضوية غير المكترثة بالحدود المجتمعية ولطالما خرقها غير مُبالياً فيها.
من هنا بدأت أمسك بطرف الخيط ..
ففي بداية الأمر لاحظت أن صديقي يرتدي نفس الملابس التي ارتداها في اخر مباراة كرة قدم لعبناها معاً في ساحة الحارة الرملية قبل ستة أعوام .
وأذكر أننا هُزمنا يومها هزيمة نكراء تطأطأت على إثرها الرؤوس وامتلأت الأعين بالدموع لا علينا هذا ليس مهم.
بدأت تدريجيا انتبه انه يملك شارباً كبير مترامي الأطراف، وطريقة تساقطه دراماتيكية على الشفة العلوية نزولاً إلى إلى شَفَته السُفلى ناهيك عن كثافة اللحية التي يُقال أنه حَرّم أن تَمُسّها أداة حلاقة بعد أن هُزِمنا في آخر مباراة لعبناها سوياً .. قبل ستة أعوام !.
قطع حبل تأملاتي حينما رَفعَ الصديق يَده مُمسِكاً كوب القهوة ليرتشف منها ما يُهدِّئ قلقه كانت الصدمة أن أظافر صديقي المسكين طويلة جدا،
داكنة السواد، في ثناياها بلايين الجراثيم والأتربة رأيت بينهم كورونا صغير يبتسم ويلوح لي بيده.
لم أحتمل ووقفت بسرعة فائقة مُخرجاً الهاتف من جيبي وقبل أن يسأل “إلى أين؟” .
أجبته بعد أن ابتعدت بمسافة لا يمكنه مساسي فيها
: “الهاتف يرنّ ألم تسمع؟ وليس الأكل الذي سيحترق هذه المرة .
بل أعصابي”
سلام.