خُذ بيدي



بقلم الأستاذة : نمشه البيشي 

((حدثني يا أبي عن جمال الحياة، حدثني من أنت وكيف أصبحت، حدثني عن تجاربك الشخصية وكيف خُضتها.
اجعل ما بيننا حوارًا لا جدالًا اجعله يبدأ بالا وضوح وينتهي بالوضوح حاورني كي أنتمي لفكرٍ، لمعرفةٍ، لعاطفةٍ، لكيانٍ واضح)))…….

فالحوار هو لغة التفاهم بين الناس، وطريقة الوصول بهم إلى أهدافهم المرجوة.
حيث أنه من أهم الأسس التي يجب الحرص عليها في الحياة الأسرية. وتتضح أهمية الحوار بين الآباء والأبناء بأنهُ عامل رئيس في تربية الأطفال بصورة إيجابية، كما يُخفف من آثار النزاعات والمشكلات الأسرية والنفسية والاجتماعية التي قد تؤدي للطلاق، فعلى الإنسان أن يبذل جهده لتعلُّم فنون الحوار والتدرب عليها، ليكون الحوار فعّالًا مع الآخرين.
فالناس بحاجةٍ إلى أساليب متعددةٍ ومهاراتٍ مختلفة في التعامل مع بعضهم البعض.
على سبيل المثال فتح أسلوبِ تواصلٍ بين الطرفين، مبني على الاستماع الفعّال، والتفاعل المشترك من خلال: الكلام المباشر أو لغة الجسد.
كما أن فن الحوار ُيقنع الأطفال بأية أفكار، بصورة هادئة بعيدًا عن الصراعات وعن فرض الآراء من الآباء فعند الحوار في موضوع ما ابدأ بشرح الصواب ثم تدرج بذكر الأخطاء والعيوب، مع الإصغاء للطرفِ الآخر والاستفادة من طرحه. كما أن هذا الفن يشجع في الحفاظ على الاحترام المتبادل، والحرية في التعبير عن الآراء.
فالحوار يمنح الحب والراحة للأبناء من قبل الوالدين من خلال:
1/ منح أطفالنا القدرة على التواصل مع الآخرين في المستقبل.
2/ يساعد الحوار الفعّال على الاعتراف بالأخطاء الشخصية وتقبلها والتعاون في حلها.
3/ يعزز ويقوي بناء العلاقة الأسرية السليمة.
حتى أعرف من أكون حتى أكون شخصًا سويًا يعرف الطريق الذي سوف يسلكه طيلة حياته المقبلة حتى يفهم شعوره وطموحه واتجاهه.

فقط ضع للحوار هدفًا وموضوعًا واضحًا، ووقتًا ومكانًا مناسبًا. أخلق جوًا مفعمًا بالإيجابية حتى يستمر هذا الحوار دون تملل، أكثر من سرد الأمثلة والأدلة التي تقنع جميع الأطراف. “كن متواضعًا، مخلصًا، صادقًا، عادلًا، حَسن النية، سليم المقصد، هادئًا ومتقبلًا لآراء الجميع”.

حاورني بما يُطمئن فؤادي أخبرني بأن الحياة جميلة وبأنني سأكون إضافةً جميلةً فيها ولا تُقلل من قيمتي وتُشتت ذاتي، ضع يدك على كتفي وامضي بي نحو الشروق كي أصل. ضع بيننا طُرقًا ممهدةً لا طُرقًا متعرجة دعني أرى نور الحياة وبهجتها في بريق عينيك.

حاورني وخُذ بيدي…