بلا شكر… وبدون تحية
بقلم الأستاذة : شاهيناز سمان
منذ أيام كتبت في تغريدة بتويتر ” شكرً ا كورونا ” بذريعة رب ضارة نافعة ومن وحي العبارة السابقة ومن خلال الحجر الجسدي وليس العقلي ولا حتى العاطفي مر أمام شريط حياتي في هذه الأيام المعدودات الكثير والعديد من المنافع بعد هذه القنبلة الموقوتة – كورونا – لعلها أرادت أن تجمع شمل الأسرة وتعيدنا لأيام الزمن الجميل أو كما يسميه البعض جيل الطيبين ، وأعادت ترتيب أولوياتنا فمن فضل الله أعادت الحرص على قراءة الأذكار التي غابت عن بالنا في زحمة الحياة وأحييت في قلوبنا التعلق بالله وحده وأنه وحده قادر على كل شيء ( وإذا مرضت فهو يشفين ). ولا شك أنها فرصة وقتية ذهبية منحتنا الوقت للتفكير وأخذتنا في رحلة على متن كُتب نهلنا من رحيق معانيها واستحثت فكرنا وبعثرت شيئا من مشاعرنا ومع كل رحلة على متن كتاب كنّا حتما نخرج بفائدة أو ثلة من الفوائد ولو كانت فكرة !! والأجمل أنها أعادت أواصر العلاقات المتفككة والمهترئة ! وعززت قيمة الصحة ونشرت أساليب الوقاية والحماية ورفعت الوعي الصحي بنسبة كبيرة !!ومع ذلك عانق تلك الفوائد الكثير من الأضرار والخسائر المادية التي كنّا لا نلقي لها بالاً بإعتبار أننا لسنا تجار !! ورغم كل تلك الخسارات في الأموال والأسواق والمقاهي وغيرها كثير مما لا تخفى على كل لبيب حاذق لا تزال كل تلك الخسائر مادية وتعوض بمرور الأيام بإذن الله ..
إلا أن أكبر خسارة بل أعظم بلاء أصابنا بسبب كورونا إغلاق المساجد فلا جمعة ولا جماعة وفِي هذا اليوم الجمعة الموافق ١٤٤١/٧/٢٥هجرية والذي شهد حملة لوعات وحزن واسعة النطاق عبر وسائل السوشل ميديا من أهل الجماعة ومن غيرهم ،، لحجب الصلوات في بيوت الله ، كم هي مبكية عندما يردد المؤذن ” الصلاة في بيوتكم ” والأبكى بل الأدهى والامر في هذه الجمعة اليتيمةهي حرماننا من أن ترتوي قلوبنا بسماع الخطب في المساجد وتراتيل القران على المنابر !!
“بدون شكر ” يا كورونا على هذه المصيبة والتي تُصنف على أنها مصيبة في الدين ! ويظل التساؤل الذي يجول بالخاطر ماذا فعلنا حتى تُغلق أبواب بيوت الله في وجوهنا ونُحرم من تشنيف أذاننا بالصلوات المرتلة والخطب التي توقظ القلب وتهدنا للطريق المستقيم ؟ اللهم افتح لنا أبواب رحمتك ، اللهم عفوك وغفرانك