بين الميم والنون تكمن المشكلة



بقلم : فؤاد الجهني _جدة

مرحباً أحبتي فعلاً بين الميم والنون تكمن مشكلة إنعدام الثقافة وإرتقاء الجهل كثيراً جال في الأفق حديث طويل بين (( هذين الحرفين )).

فمن متعلم إلى جاهل ومن متملق إلى حالم الكل يدخل هذه الدوامة بدون قيد أو شرط المهم هو (( الحصول على أكبر قدر من النجاح )) لكن ماهي حقيقة هذا النجاح،للأسف الشديد يكمن نجاح السواد الأعظم فيهم هو الحصول على المكانة الأجتماعية ويأتي ذلك فقط من خلال (( الظهور وحب الظهور )).

لم تعد تلك الرسالة باقية في كثير من الأذهان لكنها المصلحة التي فقط يتحقق من خلالها سرعة الأنتشار إذاً هل ما نعيشه اليوم هو(( إعلام أم إعلان))
سؤال حائر بين حقيقة وسراب ولقب يطلق على كل من حضر أو غاب.

(( إعلامي))
الكل أصبح يمتهن هذه المهنة بلا قيد أو شرط وبدون أدنى شك فإن ما يحدث هو جريمة بشعة إختلط الحابل فيها بالنابل أنا لست ضد الحراك الثقافي والإجتماعي من خلال ما نراه وما نعيشه ونتعايش معه من هذا التطور السريع فهو مفهوم رؤية تبحث عن تحقيق أعلى معدلات النجاح على كافة الأصعدة وفي كل المجالات وبدون شك أن ما يحدث وما حدث وما سوف يحدث إن شاء الله هو مفخرة لنا جميعاً نتباهى ونفخر ونفتخر بها ك ونجتهد لتحقيق أهدافها بإيمان مطلق خرج من رحم مفهوم الإنتماء الحقيقي لهذا الوطن العظيم في كل شيء.

لكن الألم الذي يعتريك والحزن الذي يصاحبك حول الحقيقة المؤلمة فيما ترى وتسمع وتشاهد ك عند حضورك لأي فعالية أو ملتقى أو ندوة هو أن السواد الأعظم يعرف بنفسه أنه(( الأعلامي فلان أو فلانة الأعلامية )).
وتسأل البعض منهم فتجده لا ينتسب لأي صحفية أو مجلة أو أي من وسائل الأعلام المقروءة أو المرئية أو المسموعة فتندهش و تعيد السؤال مرة أخرى فيقول أو تقول لك (( أنا سنابي أعلامي أو أمتلك حسابات في وسائل التواصل الأجتماعي وأحضر هذه الفعاليات للتغطيات الأعلامية لأن لدي عدد من المتابعين الخ )).

ولم تقف المسألة عند هذا الحد للأسف الشديد بل أصبحت تتجاوز الفعاليات الثقافية والندوات التي تحمل في طياتها قيمة للمجتمع فتطورت إلى دعوات إلى إفتتاح المقاهي والمطاعم والحانات.

(( وبذلك يتحول مفهوم الإعلام إلى إعلان ))
وهيهات أن يستمر وتستمر مثل هذه المفاهيم
الحكم المطلق على الأشياء هو ظلم بين لكن حديثي فقط عن من يدعي ومن يجهل معنى كلمة (( إعلام )) وليس شرطاً في هذا الطرح أن أكون القاضي والجلاد في نفس الوقت لكنني عندما أقوم بالتعريف عن نفسي لا أستطيع القول بأنني إعلامي ليقيني أن هذه (( المكانة )) تحتاج إلى حرفية أتت بعد دراسة وعلم ومكتسابات حقيقية من واقع عمل مضني وجهد لا يتوقف.
إحقاق للحق فإن هناك قامات نحترم ونجل لها المكانة أدباً وخلقاً ودماثة وحسن تصرف لكن الأصل في كل الأشياء هو (( حقيقتها )) ولن تسطيع أو أستطيع أو نستطيع طمس تلك الحقيقة حيث لا يمكن لنا أن نحارب (( خيوط الشمس ))..