كونوا كما ينبغي



بقلم الأستاذ / سعود الثبيتي

حان وقت الضرب من حديد فكونوا كما ينبغي إن ما يحدث في العالم يبعث فينا القلق ومن حقنا كمواطنين أن نطمئن على أرواحنا وأرواح مجتمعنا ومن حولنا ، ولن يكون ذلك إلا بالقيام بما ينبغي وإتباع ما تمليه علينا الأوامر والواقع والذي نعيشه الآن .

ويؤسفني ما أراه من بعض المستهترين من بعض المارقين والملتفين حول القوانين وكأنهم مخلوقات معصومه لا تعي للمخاطر وكأن الأمر لا يعنيهم في ظل التجاهل والذي يصدر من بعض الجهلة والمتحدين للطبيعة .

الحقيقة يؤلمني حينما أشاهد تلك التجمعات في الأماكن والمواقع وبكل إستهتار ، مساهمين في تبديد جهود الدولة وتحدي القوانين والأنظمة .

إن ما يحدث لا يخدم المصلحة العامة وأني أطالب من خلال مقالي هذا الضرب من حديد على كل يد تخالف الأنظمة وتتجاهل التعليمات مهما كانت مكانته فالوطن أمانة ولن نتهاون في تبديد جهود الدولة بكل طاقاتها أن تذهب سدى وبأسباب أشخاص متهاونين لا يبالون بالمخاطر وأصبحوا يشكلون خطراً أكبر من خطر الفيروس .

نعم نحن بحاجة للكل والجميع وبتخاذل البعض لن نصل إلى ما نصبوا إليه فلا نتهاون ولا نقل من ذاتنا فكل فرد منا دولة وكيان ومحور أساسي لنجاح الجهود للقضاء على هذا الفيروس القاتل .

الحكومة إجتهدت وتجتهد من أجلنا وفعلت ولا تزال تقدم كل ما هو ممكن عبر كافة أجهزتها ، لكن المسؤولية الشعبية يجب أن تكون حاضرة وفعالة ، والمطلوب ليس مستحيلاً ولا صعباً .

لكن الإلتزام به أكثر من ضروري ، وهو إتباع التعليمات، وإلتزام التعليمات والبقاء بعيداً عن التجمعات التي تجلب الوباء وتساهم في إنتشاره بل وتبدد الجهود المضنية للدولة وفوق ذلك والأهم الإبتعاد عن الشائعات وترويجها .

الدرس المتاح أمامنا اليوم ، هو التعلم من أخطاء الآخرين ، بعدم التأخر أو الاستهتار بالتعليمات وتجاهلها ، نحن جميعاً في مركب واحد ، ومن مصلحتنا جميعاً ومن مصلحة البشرية ، هزيمة الفيروس ، وهو أمر ممكن بالتعاون والوعي والثقة بالأجهزة الرسمية والإطمئنان لإجراءاتها ، والحذر من الهلع ، والبعد عن الوهم ، فهو نصف الداء ، والإطمئنان نصف الدواء .

نحن في وضع استثنائي ، وعلى كل واحد منا عليه مسؤولية أكيدة ، وهي ليست مسؤولية الجهات الحكومية والطبية فقط ، بل هي مسؤولية مشتركة حكومية وشعبية تستدعي الوعي التام بالإجراءات اللازمة والاحترازية لكل واحد منا ، وعدم الالتفات للشائعات أو المساهمة في نشرها ، فهذا لا يقل خطورة عن الفيروس .

فكونوا كما ينبغي وأتبعوا التعليمات وتجاوزا الأهواء والتهاون في أرواحكم وأرواح شعبكم ومجتمعكم وكونوا إنموذجاً كما أنتم ويعرفكم العالم ، حمانا الله من كل سوء والله خير حافظاً .