ملامح مستقبلية لما بعد كورونا



بقلم الأستاذ : علي القحطاني 

اكتب في هذه اللحظة و العالم في عز معمعة هذه الجائحة العالمية المسماة كورونا ، و التي اجتاحت العالم كالنار في الهشيم فدائما هناك تغيرات تحدث بعد الأزمات و الكوارث و الحروب و الجوائح .
و العلم عند الله أن هناك تفرعات جديدة من العلوم سوف تظهر في المستقبل القريب و سوف تدخل ضمن التخصصات الجامعية و ذلك بسبب المدعو كورونا ، ايضا النظام الصحي سوف يأخذ منحنى عالمي آخر ، بالذات الجانب الوقائي منه ، و ايضا سوف يتم اعادة النظر مرة أخرى في التوسع في استخدام المضادات الحيوية ، فمع هذه الجائحة كان المطلوب على المستوى البيولوجي جهاز مناعي قوي ، اضف الى ذلك ان الفئات العمرية من فوق 40 سنة سوف تميل الى تحسين صحتهم أكثر عبر الرياضة وذلك قد يزيد من الأماكن الرياضية سواء في المنزل او خارجة ، و عبر النوم الكافي و عبر ازالة التوتر و تنوع الأطعمة المفيدة أي ان هناك سلوكيات صحية سوف تمارس و تصبح شيء من الثقافة ، و في هذا الصدد العمري فإن الفئات العمرية الصغيرة من اليافعين و ما دونهم سوف يكون لهم نصيب كبير من الغرور سواء في العقد الحالي او اذا اصبحوا من رعيل الجيل الثاني بعد انتهاء كورونا .
و لا تزال التوقعات تنهال على ألسن الناس و أنا منهم ، فأتوقع و الله اعلم أن النحاس ذلك المعدن الفنان سوف يزداد الطلب علية مستقبلا فقد اثبت انه ما دخل في صناعة الا قاوم بقاء فيروس كورونا علية ، و بالتالي سوف يرتفع سعرة ، و الحديث يتشعب أكثر و اكثر عن التوقعات ، فقد اثبت كورونا للعالم أنه يجب إدارة اعمالهم عن بُعد ، و ذلك ايضا يعزز العمل عن بعد و التعليم و هذا لا يعني فقط تطور او تغير في الأجهزة و التطبيقات و الانترنت ، بل ايضا قد تختلف تصميم المنازل من الداخل فربما يصبح في المنزل مكان او اكثر مخصص فقط لممارسة العمل عن بُعد ، أي ان هندسة و تصميم المنازل سوف تتغير نوعا ما .
و ربما يكون هناك انحسار في الثقافة الفردانية على مستوى العالم ، فالخوف الذي دب في العالم سيجعل العالم يحد قليلا من الحرية الفردية فترة من الزمن و ذلك ايضا يقود الى تغير في مفهوم العولمة و العودة قليلا الى القوميات و الجماعات الأولية ، و اتوقع أن العالم سوف ينظر الى الصين بنظرة قلق و ربما تجعلها تدخل في شيء من العزلة الثقافية حتى لو استخدمت سياستها الناعمة ، فهي السبب الأول في انتشار كورونا ، ايضا هناك تحالفات دولية جديدة سوف تظهر و أخرى سوف تنهار او ترتخي ، ايضا العالم سوف يجتاحه شيء من التدين و الروحانية و هذا ملاحظ بالذات بعد الحروب .
التوقعات لا تنتهي في هذا الصدد و التغيرات قادمه لا محالة سواء على مستوى الفرد او الأسرة او المجتمع او العالم ، لكن تبقى هذه التجربة الإنسانية حاضرة بقوة في المشهد الحالي و المشاهد القادمة ، بقى لنا الدعاء جميعا في حفظ المملكة العربية السعودية و حاكمها و شعبها و جميع شعوب العالم .