لا يجتمع شقاءً مع قرآن وبراً ودعاء



بقلم الأستاذ / سالم بن دشان أبو منصور

الأقدار قد كتبت منذ كان العبد في بطن أمه في الصحيحين كما قال النبي ﷺ إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات ‏:‏ بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد)الحديث ولكن هناك أسباب ترد القدر منها :

١ / لا يجتمع الشقاء مع القرآن :

قال تعالى ﴿ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾ كلام علام الغيوب هو الدواء والشفاء لايأتيه الشقاء من جعله أنيسه ،من إتبعه اهتدى ،ومن تركه ضل وغوى ،يرفع صاحبه في الدنيا ،ويؤنسه عند وحدته في قبره ،ويرفعه يوم حشره ونشره ،إجعل لك ورداً منه ،ولاتحتج بأن ليس لدي وقت للقراءة ،فوقتك الذي بحاجة للقرآن ،فهو كلام ملك الملوك ،رتب وقتك به ،وعطر لسانك به ،حتى تسعد وتأنس ،فلا شقاء مع القرآن.

٢/ لا يجتمع الشقاء مع بر الوالدة :‏

قال تعالى ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا﴾ هم سبب وجودك في الحياة قرن الله عبادته بالإحسان إليهما ،وشكره بشكرهما ،وبرهما دين سريع قضاءه في الدنيا ،ماأسعد البارين وكم ترتاح لهم النفوس ،وقد زرع لهم القبول في قلوب البشر، فما أسعد من أسعد والديه ،وما أشقى من عقهما ،هما أبواب الجنة وكما قوله ﷺ : إلزم رجلها فإن الجنة ثم، وثلث النبيﷺبوصيته بأمك ،في بطنها حملتك ،وطفلاً أرضعتك ،وصغيراً ربتك ،وشاباً حرستك ،وكبيراً بعينيها راقبتك ،فأنت فؤادها فبر بها فما أسرع الرحيل وما أصعب الفراق كل فقيد معوض إلا فقد الأبوين اللهم أرزقنا طاعتهما أحياء، وبرهما والدعاء لهما أموات.

‏٣/ ولا يجتمع الشقاء مع الدعاء كما قال تعالى :

قال ‏﴿وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا﴾ فأنت تناجي العظيم وتسأل الكريم بيديه مفاتيح الأرزاق، يديه سحاء ،الكون في ملكه، وتحت تصرفه ،تصاريف الأقدار في حكمه وفي علمه ،لطيف رحيم جواد ،وهو يحب أن يسمع أنين العبد ومناجاته له ويستحي من يديه أن يردها صفرا أخرج ذا النون من مكان لايستوعب العقل إخراجه من ظلمات ثلاث بدعوة في جنح الظلام فكم من دعوة صادقه حققت مطلباً ،أو شفت مريضاً ،أو أزاحت هماً ،أو فرجت كربه ،ولا يرد القدر مثل الدعاء كما قال النبيﷺ :

(لا يغني حذر من قدر، وإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن الدعاء ليلقى البلاء فيعتلجان إلى يوم القيامة ) .

وقد قال الشاعر :

الله يغضب إن تركت سؤال

                               وبني أدم حين يسأل يغضب .

اللهم إجعل لنا دعوة لاترد وباباً إلى الخير لا يسد .