” كورونا” ما الذي يجري في الولايات المتحدة الأمريكية ؟!



بقلم : فوزي محمد الأحمدي

بعد إنتشار وباء فيروس كورونا وبدء العديد من الدول بتعليق معظم الأنشطة الإقتصادية وتقييد تحركات المواطنين (الإنغلاق) , كان من الطبيعي جدا أن تجد الطوابير الطويلة وهي تقف أمام المحال التجارية (التموين) , لكن في المقابل نجد أن ما يحصل في أمريكا (غير) ؟! لقد وجدنا الطوابير الطويلة تقف أمام المحلات التجارية التي تبيع الأسلحة حتى أن بعض المحال التجارية قد نفذت منها , لقد تجاوز الطلب على الأسلحة بنسبة 800٪ ! يا ترى ما الذي يجري في أمريكا ؟! منظمة الصحة العالمية تقول أن أمريكا قد تتحول الى بؤرة عالمية لإنتشار الفيروس , قائد الحرس الوطني الأمريكي الجنرال جوزيف لنغييل يقول : الوضع بمواجهة كورونا (كوفيد 19) أشبه بمواجهة “54” إعصارا وقائلا : “50” ولاية ، و3 أقاليم والعاصمة واشنطن !! الحرس الوطني الأمريكي عادة لا يتدخل في الشأن الداخلي إلا في حال تفشي العنف وأعمال الشغب وعندما تخرج فيه الأمور عن السيطرة (الفوضى) ! المئات من المدرعات وناقلات الجنود والآلاف من الجنود يدخلون العديد من المدن الأمريكية (الإستعراض) ولكن يا ترى ضد من ؟ هل هو ضد فيروس لا يرى بالعين المجردة (أشباح) ؟! أعتقد أن الأمر أكبر من ذلك بكثير وأنه ليس له أي علاقة بمكافحة الوباء ؟! مما لا شك فيه بأن أمريكا تعتبر أقوي أمبراطورية عبر التاريخ ولا تستطيع أي قوة في العالم أن تتجرأ على خوض أي حرب معها (الخارج) , أما في (الداخل) فأمريكا أوهن من بيت العنكبوت .

بعد الحرب العالمية الثانية السياسة الأمريكية كانت تركز على العلاقات الخارجية على حساب الشأن الداخلي . وكان من ثمار ذلك أن إزداد الفقر (40) مليون مشرد , الإدمان , الفلتان الجنسي , إرتفاع الدين الداخلي والخارجي إلى أكثر من ( 22) تريليون دولار , إنتشار العنف والجريمة حتى أن عدد الذين قتلوا بالسلاح بعد الحرب العالمية الثانية أكثر من الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في الحرب (600) ألف جندي . ظهور العديد من المنظمات الأهلية المدجة بالسلاح الخفيف منه والثقيل . في عام 1977م إنقطع التيار الكهربائي عن مدينة نيويورك فتحول السكان الى لصوص , حيث إنتشرت أعمال الشغب والسرقة والتخريب في جميع أرجاء المدينة , تدخل الحرس الوطني واحتاج الأمر الى عدة أيام حتى تمكن رجال الشرطة والإطفاء من إعادة الأمن والهدوء الى المدينة وقدرت الخسائر بالمليارات .

في عام 1992م كنا على موعد مع أحداث لوس أنجلوس حيت عمت المدينة الفوضى والإضطرابات والنهب والسلب والسرقة بسبب تبرئة المحكمة لرجال شرطة قتلوا رجل أسود , قدرت الخسائر بعشرات المليارات واحتاج الحرس الوطني الى عدة أيام كي يعيد الأمن والإستقرار الى المدينة . أعتقد أن هذا (السيناريو) هو الذي سوف ينتظر أمريكا في حال خسرت الحرب مع (كورونا) , الملايين سوف يفقدون مصدر رزقهم ( الوظائف)، ازمة مالية سوف تتجاوز بكثير مضاعفات الأزمة المالية عام 2008م ، المجاعة سوف تجتاح الغالبية العظمى من السكان (الإنهيار الإقتصادي) ، سوف تنتشر الفوضى وتكون فيها الكلمة الفصل للسلاح والذي يملكه الجميع (الحرب الأهلية) , ولن تكون الحرب بين الشمال (الإتحاد) والجنوب (الإنفصالين) , بل سوف تسعى كل ولاية نحو الإستقلال ؟! علما بأن كل ولاية أمريكية تعتبر شبه دولة حيث أن كل ولاية لها علم وتاريخ وإقتصاد وقوانين خاصة بها ! من أجل ذلك دخل الحرس الوطني الأمريكي على خط (كورونا) .