البابون
بقلم الأستاذة : فتنه الخماش
تويتر : alkhimash_fitna@
كانت قرود البابون تحتفل بولادة طفل زعيمها وكانوا ينتظرون طوال الليل وبفارغ الصبر وبعد بزوغ الفجر ارتفع صوت الببغاء ليعلن قدوم الطفل وبدأت القرود تحتفل ابتهاجا”وفرحا”.
بدا الحزن على وجه الأب عندما رأى طفله الذي كان شكله ولونه غير شكل قرود البابون ولكن قال ربما يشبه اجدادي ….!
فقرر الاحتفال وقال لقطيع القرود هي بنا نحتفل ونأكل مالذ وطاب من الطعام
وعند انتهاء الاحتفال عاد مجددا”يسأل نفسه كيف سيواجه طفلي اسئلة القردة ؟
لماذا لا يشبهنا ؟
سمعته الأم فحزنت حزنا”شديدا”
و في اليوم التالي قررت الأم الهروب مع طفلها فهربت واخذته بعيدا”عن القطيع.
استيقظ الأب ولم يجدهما بدأ البحث هو وقطيعه لكن لم يعثروا على اثر لهما ..
جلس ينتظر رجوعهما مرت اسابيع وشهور سكن الحزن قلبه وبدأ يفقد الأمل بعودتها..
وفي هذا الوقت كانت الأم تعلم ولدها فنون القتال وتزرع بداخله اسمى معاني الشجاعة والبطولة كي يصبح ولدا”شجاعا” ولكي يحكم عرين ابيه بالحكمة والشجاعة..
وكان قلقها الدائم ذاك الصراع بين قرود البابون وقرود المكاك على المكان والطعام والماء.
وفي فترة غيابهما عن القطيع كان هناك صديق يرافقهما ويأتي لهما بالأخبار إنه طائر الببغاء .
وفي ليلة من الليالي اتى ليخبرهما ان هناك حرب بين القبيليتين سمع الطفل ونظر لأمه علي الذهاب لكي احارب مع ابي لن اتركه وحده
انصدمت الأم برغبة طفلها حاولت إقناعه بأنه لا يزال صغيرا” على القتال وأن هناك تدريبات كثيرة يحتاجها للخوض بالمعركة ….
ابتسم الطفل وقال : ياامي انت من علمني القتال واسطيع الاعتماد على نفسي واستطيع ايضا”مواجهة الأخطار سأاحكم مملكتنا بالعدل والحكمة .
فقالت: نعم هيا بنا سأذهب معك انطلقا بحماس مبير وعند وصولهما للنهر اقترب الطفل من النهر ليشرب سمع صوت استغاثه نظر حوله فرأى قردة المكاك بين فكي التمساح وهي تستغيث فاسرع لكي ينقذه فاخذ حجرا” كبيرا” ورمى به التمساح ففتح فكه وهربت القردة بعيدا” وهي تشكره بابتسامة وقال انتبهي لنفسك وذهب عاد ع لأمه وقال: هي بنا نذهب لأبي وعند وصولهما سمع صوت الفيل والطيور وقرود البابون ترحب وهو يبتسم ومتلهف لرؤية والده وقف بالقرب من امه متفاخرا” بتلك الأم التي علمته القتال والاحترام لمخلوقات الله وعندها نظر الاب بفخر واعتزاز ودمعه يسيل على وجنتاه اقترب من طفله احتضنه وقال له انت رسالة من اجدادي فهذا الشبه بالشجاعة والشكل أكد لي ذلك .
هيا بنا للقتال والدفاع عن مملكتنا
بدات القبيلتين تستعد للحرب
ما إن وصلت قردة المكاك تستعد مع ابيها للمشاركة بالمعركة رأت قرد البابون الذي انقذها ابتسمت وقالت يا ابي هذا الذي انقذني من فك التمساح لا اريد القتال فلا نقتسم الماء والطعام بين القبيلتين وقال البابون الصغير وانا ايضا لا اريد القتال والعنف نريد ان نعيش بسلام وحب فقل نعم لنقتسم الغذاء والمكان وننعم بهدوء
واقترب من قردة المكاك ومسك يدها ووقفا على صخرة
وقال: ماذا سنجني من القتال والحرب سيموت هو وهو وهي وتلك وذاك وسنفتح بابا”للانتقام والعنف مجددا” نريد السلام والخير للقبيليتين ..
كان الجميع صامتون ويستمعون له صفق الجميع وقالوا نريد السلام نريد السلام كفانا قتال كفانا ركام …
فقرر زعيم قردة المكاك وزعيم قردة البابون إيقاف هذا الصراع وانتصر الطفل بحكمته وعدله.
وبعد فترة من الزمن تزوج البابون قردة المكاك واحتفل الجميع بهما.