همّة السعوديين كجبل طويق



بقلم الأستاذ / حمدان الشمري

لاشك أن فيروس كورونا الجديد يعد من الأمراض الفيروسية عالية الخطورة بسبب سرعة إنتشاره بين البشر بشكل مخيف ، وقد تعود تفشي جائحة هذا الفيروس إلى فترة حضانة المرض الغير دقيقة ، حيث أن المدة غير دقيقة المعلومة في بقائه بجسم الإنسان دون إكتشاف .

في حين أن علاماته وأعراضه المرضية الغير واضحة في بداية تعرض المصاب للمخالطين الحاملين لهذا الفيروس من خلال عدة طرق كانت منظمة الصحة العالمية قد صنفتها وحذرت من عواملها الأساسية التي ينتقل بواسطتها الفيروس من شخص حامل للفيروس إلى آخر متعافي سليم حالته الصحية خالية من أي عارض صحي من قبل ، وتتلخص الأعراض المرضية الواضحة – سعال شديد مع كحة ناشفة ، مع فقدان نسبة كبيرة من اللعاب بالحلق ومنطقة تجويف البلعوم – وارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة مع ضيق حاد في التنفس .

نحن كمواطنين نعيش على أرض وطننا الحبيب المملكة العربية السعودية التي وهبها الله قيادة حكيمة سخرت كل إمكانياتها البشرية وبذلت الغالي والنفيس من المال والجهد من أجل أن يسود الأمن الصحي كافة أرجاء المملكة ، ومن هذا المنطلق واستناداً إلى المقولة الشهيرة لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد يحفظه الله لدينا جبل مضرب مثل “جبل طويق” ولدى السعوديين همّة عالية لن تنكسر إلا إذا انكسر هذا الجبل وتساوى بالأرض .

وها هي ياسيدي مقولتك قد أينعت وأتت أوكلها بحصيد ثمارها وحققت أهداف نتائجها عملاً لا قولاً بل فعلاً يرى حسن صنيعة من الشعب السعودي على أرض الواقع ، فأن جائحة فيروس كورونا الذي أربك العديد من دول العالم العظمى بسرعة تفشيه وانتقاله بين سكانها ومواطنيها بشكل سريع لم يسبق له مثيل منذُ عقود ، فقد وقف علماء الطب وخبراء العلوم البيولوجية حائرون دون أدنى مستوى نتائج إيجابية تسهم في الحد من تفشي إنتشاره بين البشر .

بعد أن باءت كافة محاولات العلماء والخبراء بالفشل ، وتعثرت بهم كافة المحاولات ، فلم يبقى لهم سوى بصيص الأمل الوحيد بعد الله ، إتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية والحجر الصحي للمشتبه تعرضهم بإصابة فيروس كورونا الجديد ، ولم يفي هذا الإجراء الاحترازي بالأهداف المنشودة التي ُتعيد الوضع الصحي العالمي إلى نصابه .

ونحن ولله الحمد والمنه في بلد الخير والعطاء ” السعودية ” لم يمسسنا الضر من هذا الوباء الفيروسي النشط الخطير “كورونا” وما خلف من أضرار جسيمة في مصالح بعض الدول من نواحيها اقتصادياً وتنموياً وتلوث بيئي شبه كامل شل حركة التجارة والإقتصاد الوطني لتلك الدول ، وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية ، ناهيك عن الخسائر في مختلفة النواحي والاتجاهات العديدة في الأرواح البشرية وأثارها النفسية السلبية من الخوف والهلع الذي بات هاجس يؤرق عدم استقرارهم النفسي .

حيث أولت قيادتنا الحكيمة صحة المواطن جل العناية والأهتمام منذُ بدأ إعلان وزارة الصحة عن ظهور أولى حالات اشتباه نقل الفيروس وذلك ومن خلال تكثيف فرق طبية ميدانية سخرتها الوزارة في جميع مطاراتها المملكة تقوم بالكشف الطبي على جميع المسافرين القادمين إلى أرض الوطن من المواطنين والمقيمين كإجراء احترازي أولي تحسباً لنقل الفيروس من الدول الأخرى ، وكذلك لم يقتصر الأمر على هذا الإجراء فحسب بل تتوالى الجهود إمتداداً إلى مراحل أخرى وقائية حيث تم تهيئة وتجهيز محاجر عزل صحي في كل منطقة ومحافظة وقرية بعد وصول المسافرين لتأكد من خلوهم من الفيروس لتأتي بعد الثاني الإجراء الوقائي نهاية المرحلة للمخالطين وهي الفرز الصحي والطبي النهائي ، ورغم كل هذه الظروف المحيطة بنا والوضع الصحي الراهن الغير مستقر عالمياً بسبب فيروس كورونا الجديد ، وتزامناً مع رفع مستوى سقف معايير الإجراءات الاحترازية وتوسع نطاقها إلى درجات قصوى تطال فائدتها صحة وسلامة أمن المواطن الصحي .

وأتى الأمر السامي الكريم بحظر التجول من الساعة 7 مساءً الى 6 صباحاً ولمدة 21 يوماً اعتباراً من تاريخ إعلان تطبيق ضوابط الأمر السامي الكريم ، ومنذُ الساعة الأولى الحاسمة ببدأ إنطلاق التطبيق الفعلي للتجوال والحجر المنزلي لجميع المواطنين والمقيمين ، أمتثل أبناء الشعب السعودي بحسه الوطني المعهود عالي الهمّه للأمر السامي الكريم بروح الطاعة والولاء والانتماء لملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين “يحفظه الله” باني نهضة مملكتنا ومُشيد شموخها بين دول العالم أجمع .