أبطال المسافة صفر



بقلم : عواض عوض الله الثبيتي

المسافة صفر في العرف العسكري تعني ان تكون في مواجهة العدو وجها لوجه لا يفصل بينك وبينه مسافة تذكر ولا يحول بينك وبينه حائل تواجهه بما لديك من أسلحة
وفي حربنا مع فايروس كورونا المستجد ١٩ هناك أبطال يواجهونه من المسافة ( صفر )
في الوقت الذي يواجهه عن بعد الرؤساء والحكام والعلماء والدعاه وإلأعلام وجميع الموظفين مع أخذ جميع الاحترازات والاحتياطات
إنهم أبطالنا في وزارة الصحة ( أطباء وطبببات .ممرضين وممرضات .أخصائيين واخصائيات وفنيين وفنيات وموظفين وموظفات صحيين مساندين الذين يتقدمون ويقفون في الصفوف الأمامية في المسافة (صفر) في مواجهة هذا الوباء تاركين في منازلهم الأزواج والزوجات والأبناء والبنات متسلحين بالإيمان وما يمليه عليهم واجبهم الديني والوظيفي مضحين بحياتهم لإنقاذ حياة الآخرين بعد مشيئة الله وتقديم الرعاية لمن يحتاجها
في الوقت الذي اختفى فيه الزبد و اختفت فيه فقاعات طفت على السطح و ملأت القنوات و الأرض قاطبة ضجيجا أوقات الأمن والرخاء ويتقاضون أضعاف ما يتقاضاة طبيب استساري لأنهم يعلمون أنه ليس لديهم ما يقولونه في هذه الظروف و ينتفع به الناس
قال تعالى:
( أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ) الرعد (17)
في هذه الآية مثل حسي واقعي
فعندما ينزل المطر ليغسل التربة من الخبث والعناصر القذرة التي تطفو على السطح؛ وهي تطفو لأنها خفيفة و غثاء، والغثاء من طبيعته أنه يعلو، لكن لايظل كذلك؟ وكما يضمحل هذا الزبد فيصير جفاء لا ينتفع به ولا تُرجى بركته، فكذلك يضمحل ويتبدَّد، مالا ينفع النأس ،والجفاء في اللغة هو ما رمى به الوادي إلى جنباته فيُقال: أجْفَأَت القِدْر بزبدها إذا ألقت زبدها عنها، فلا تظن أن الزبد له فائدة، أو أنَّ ارتفاعه علو في القدر، بل هو صعود مؤقت إلى زوال،

فتحية إجلال وأكبار لأبطالنا أبطال المسافة (صفر)
إن أبطالنا البواسل في وزارة الصحة الذين يعملون في صمت ويقومون بجهود مضنية ويعرضون حياتهم للخطر من أجلنا يستحقون أن نعمل من أجلهم و نقف بجانبهم و نشد من أزرهم ولا نحملهم مالا يطيقون وذلك بالإلتزام بالتعليمات الرسمية و الصحية وأخذ الاحتياطات ولاحترازات اللازمة التي تقينا بعد الله من تفشي الوباء .
و أن نرفع لهم القبعة والعقال والشماغ والرأية البيضاء وندعوا لهم بالحفظ والرعاية والعناية الإلهية . ولا ننسى جهودهم وتضحياتهم بغد انقشاع الغمة إن شاء الله
فلا تنسوهم من الدعاء.

اللهم احفظهم بحفظك وأكلأهم بعينك التي لا تنام
اللهم احفظهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم من فوقهم ونعوذ بعظمتك أن يغتالون من تحتهم

اللهم احفظهم من البرص والجنون والجذام ومن كورونا ومن سيء الاسقام