حياتك تاريخك… !!
بقلم الأستاذ : سالم بن دشان
حياتك تاريخك فاكتبه كما شئت أفعل شي يستحق أن يذكر أو أفعل شيء يستحق أن يكتب أو إصنع شيء يفتخر ويقتدى به ، فقطار التاريخ لن يقف لأجل أحد
الراكبون كُثُر ، والذين سطر التاريخ أسمائهم قله ، تزدحم السماء بالنجوم والمض الذي نراه قليل ، كما أنّ في السماء نجومُ يهتدي بها التائهون ، ففي الأرض قدوات للسائلين والحائرين والمتعلمين ، أفكارهم تضئ كنجومُ السماء وأفعالهم ومكارمهم تجري كجريانِ الماء الذي يرتوي به كلُ ضامي .
كما قال الشافعي :
قَد مَاتَ قَومٌ وَمَا مَاتَت فَضَائِلُهُم
وَعَاشَ قَومٌ وَهُم فِي النَّاسِ أَموَاتُ
قلم حياتك بيدك اليوم وغداً يقرأه غيرك ، ثم يعرض عليك أمام ربك كما قال تعالى ﴿مالِ هذَا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغيرَةً وَلا كَبيرَةً إِلّا أَحصاها وَوَجَدوا ما عَمِلوا حاضِرًا وَلا يَظلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [الكهف: ٤٩] .
فما خلد التاريخ بأفضل مما كان لله خالصاً صوابًا ، ومن أهمها العلم وأهله والدعوة والعبادة والتقى والزهد والأخلاق والأدب فحياتهم في الدنيا مع الله وقبورهم نعيم وينتظرون وعد الرحمن بجنات الفردوس ، ثم من خدم دينه وأمته بطبٍ أو بصناعةٍ أو ابتكارٍ أو علمٍ يخدم البشريه أو بمعادلةٍ رياضية أو نظرية كيميائيه أو علم فيزيائي أو بجمعٍ لقواعد يستفيد منها من بعده سواءً للغة أو بقانون في الحسبةِ والحساب أو فنٍ من الفنون المفيدة فكم من فكرةٍ خلدت إسم صاحبها وجُعِلت عِلْمٌ يُدرس لأجيال ، مات المفكر وبقيت الفكرة أو فضيلةٍ أو مكرمة بقيت فخراً وذخراً على مر الدهر .
فقد تكتب تاريخك بكلمة أو موقف فقد سجلت لبلال رضي الله عنه كلمة (أحدٌ أحدٌ) الشرف والرفعة في التاريخ من أوسع أبوابه وكذلك خديجة رضي الله عنها بكلمتها (والله لا يخزيك الله) وسجل موقف أبي لهب في تاريخ الذل والخزي والهوان ( تبّا لك سائر الأيام ألهذا جمعتنا ) وأجعل من تربيتك لأبنائك تاريخاً لك فهم من سيحملون إسمك من بعد موتك .
وإذا لم يكن لك في فضائل ومعالي التاريخ سهم فحذاري ثم حذاري أن يكون إسمك في سفاسفِ الأمور ورذائِلها فما سجل التاريخ بأوسع أبوابه في هذه الأمة بأفضل من خير البشرية وصحابته ومن سار على نهجهم حتى خضعت لهم ممالكُ الشرق والغرب وكان لهم في مكارم الأخلاق نصيبُ الأسد حتى أسلمت قارات بسبب قيمهم وأخلاقهم ومبادئهم وصدقهم وخير شاهد على تقدمهم دينُ ودنيا حضارةُ الأندلس .
وفي الختام : هذه قاعدةٌ لنا لن تحيد ولن تبيد المقولة العمريه ( نحن قومُ أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله ) .