“كورونا” نشر الوباء جريمة مع سبق الإصرار والترصد ولكن!!
بقلم الأستاذ / فوزي محمد الأحمدي
لقد تم توثيق العديد من الحالات لأفراد كانوا يقومون بنشر فيروس كورونا مع سبق الإصرار والترصد في العديد من الدول , سواء كان ذلك عن طريق المخالطة أو محاولة تلويث الطعام او الأماكن التي يتردد عليها الناس أو يستخدمونها في حياتهم اليومية مثل (الحدائق , وسائل النقل , الأبواب , المصاعد , المقاعد , الأوراق النقدية) .
بل وصلت الجرأة في البعض منهم أن يحاول نشر ذلك بين رجال الأمن وجها لوجه من خلال البصق على وجوههم ! وعلى إثر ذلك قامت العديد من الدول وعلى عجلة من أمرها بسن العديد من القوانين التي تجرم ذلك مع إيقاع (حزمة) من العقوبات عليهم .
ولكن يلاحظ وبدون إستثناء أن العقوبات لا تتناسب مع فداحة الجرم المرتكب (الرادع) .
لعل الفتوى التي أصدرها الشيخ عبدالله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء والتي تجيز معاقبة المصاب بالفيروس بالقتل في حالة تعمده نقل العدوى لآخرين , من أبرز ما صدر من فتاوى حتى الآن ولكنها في نفس الوقت غير ملزمة .
ولكن في المقابل ما الذي يدفع بهؤلاء الى محاولة إلحاق الأذي بالمجتمع ؟! هناك أسباب عديدة منها ما يحمل بعد صحي أو سياسي أو ديني أو حتى إقتصادي وفي نفس الوقت قد يكون للمجتمع دور في ذلك (الجاني والضحية) ! ونحن نتأمل في الطريقة التي تتعامل فيها الأجهزة الأمنية مع الجماهير (حظر التجوال) سواء المتقدم منها او النامي .
نجد للأسف الإستخدام المفرط للقوة والتي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان ! بل وجدنا في بعض الدول الأساليب الغير إنسانية في التعامل حتى مع المصابين والطريقة التي يتم فيها علاجهم أو حتى إيوائهم وبالذات الصين , بل وفي طريقة دفنهم ! وقد ناشدت منظمة الصحة العالمية الصين وغيرها من الدول بضرورة إحترام حقوق المرضى (الإنسان) .
فيروس كورونا له تداعياته ليس على المصاب فحسب بل على المجتمع ، الوباء إبتلاء من الله سبحانه وتعالى ويجب مراعاة مشاعر المريض وتقديم الدعم له (محاربة المرض شيء ومحاربة المصاب شيء آخر) , لا يمكن ان نتعامل مع المصاب وكأنه إرتكب (خطيئة) في حق المجتمع ! وهذه الطريقة في التعامل الغير إنساني سوف ترتد الى المجتمع مرة ثانية على وزن (حقد . حسد , كراهية , إنتقام) سوف يتحول المصاب الى قنبلة تنفجر في وجه الجميع .
يجب أن نستخلص العبر من مرض الإيدز وكيف كانت المجتمعات تحتقر المصاب وتنبذه مما جعل البعض منهم يعمل وبشكل مستميت على نشر المرض الى أكبر عدد ممكن من الناس ذكورا وإناثا .
وفي المقابل هناك من المصابين ممن يحاولون نشر المرض يعانون من أمراض نفسية وغير مسؤولين عن تصرفاتهم ولا بد من إيداعهم في مستشفيات الصحة النفسية ، لأن إطلاق صراحهم يشكل خطر على المجتمع بل وعلى أنفسهم .
قبل أيام صرح وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر قائلا : ان البشرية سوف تنتصر على فيروس كورونا وتستطيع أن تعوض الخسائر الإقتصادية التي لحقت بها ولكن : سوف يكون لكورونا تداعيات كبيرة على العديد من الأجيال القادمة تصريح مثير جدا من سياسي ومفكر مخضرم .
أخيرا يجب ان نحيي جميعا رجال الأمن في المملكة على الطريقة الراقية التي يتعاملون فيها مع المواطنين والمقيمين , في الوقت الذي نشاهد فيه كيف تتعامل فيه بعض الدول مع مواطنيها من جلد وركل وسحل دون التمييز بين رجل وإمرأة وحتى طفل .