أنا وطني



بقلم : فاطمة روزي

يزيد تسارع الحياة الأمدية من ضجيج وضوضاء وصخب ليلاً ونهاراً كعقد اللؤلؤ المنثور فتختلط جميع الأصوات وتعج بين أمواج الفانية .. ولنا صولات وجولات والكثير والكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى نعيشها بكل راحة ورفاهية في مملكتنا ..

حين توقفت شعلة الزمن لبرهةٍ وأطبق نعاس الهدوء وخيّم سديم السكون على مواهب الأرض غاب طعم الإزدحام الأسطوري وبات في ذبول الرقاد .. فبدأ يتراقص وباء النيران بالأرواح البشرية فيداعب هذا يلكمه ويصارعه ويسرق ذاك ويهشمه وبداخل الرمس يلملمه ..

لكن بلادي هرولت في حل هذه الأزمة العالمية وكان شعارها أولاً “الإنسان” للحفاظ عليهم .. فبلادي ليست مجرد حروف تكتب وتُقرأ بل هي مملكة الإنسانية دولة العطاء والسخاء .. دولة الملوك العظماء .. دولة شعبها من المخلصين الأوفياء .. فقد أثبتت إنسانيتها للبشرية دون النظر إلى أعراقهم وأصولهم وأديانهم فكلهم سواء ..

إنها السعودية العظمى يا كرام الداعمة والمساهمة والمؤازرة والمبادرة لمنع اجتياح العدو المحتل الخفي لكل شبر من ثراها والحفاظ على كل من سكن بأحضانها وتلحف بسمائها وأرتوى من أرضها .. فأصدرت قرارات واتخذت اجراءات للحفاظ على النفس البشرية لحين تجاوز هذه الجائحة بأمر الخالق ..

فسخرت حماة للوطن يقومون بأعمال عظيمة ومنجزات جليلة لمواجهة العدو ” كورونا ” الذي اجتاح وباح واستباح الأماكن وأخذ يتصيد البشر .. فهاهم الأطباء والممرضين ورجال الأمن عماد الوطن ودعائمه وركائزه الذين لبوا النداء وسخروا أنفسهم لخدمة البلاد والعباد يجوبون الميادين وحدهم سامعين طائعين هم وأصحاب القطاع العام والخاص الذين يؤدون واجباتهم وأعمالهم من وراء الشاشة وخلف جدران الصمت الهادئة منفذين ملتزمين فالجميع سائرين خلف قيادتهم وحكومتهم صفاً واحداً متكاتفين متعاونين .. ثم هيأت جميع الإمكانيات ووفرت أكثر الخدمات ويسرت سبل الراحة وسخرت كل شيء عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي .. وها أنا وطني ووطني أنا سمعاً وطاعة لقيادتنا الحكيمة وحكومتنا الرشيدة .. ويبقى الإنسان هو الركيزة الأساسية لكل شيء ..

سيخلد التاريخ تلك الحقبة وتبقى من ضمن آلاف الذكريات بقناديل مزركشة وطيوفها الثلجية .. سيعود الوطن ظلاً ظليلاً نمتطي تراتيل أرضه .. ونتغنج بسمائه .. نثمل بين أحضانه .. ونكتحل بنجومه .. فتتغنى الشمس بشعرها الذهبي .. ويوشوشنا القمر بأجنحته المرفرفة .. ويعود الزمن بترانيم الأمل المغردة وتعود الأماكن بتسابيح الرقص المنمنمة .. فالقادم أجمل بإذن الله ..

رسالة :
أبقوا في منازلكم قدر الإمكان .. فلا نريد خسارة أيّ انسان .. أو نقل العدوى لأيّ من كان ..