ثعالب الأزمات



للكاتب : عبدالله السيالي

من أكبر المشكلات وأقساها عندما يموت ضمير الإنسان ويبقى الجسد حيا ً يمشي على الأرض يديره ويدبره العقل الفاسد بتأييد من القلبالحقود .

هذا مالمسناه في ( ثعالب الأزمات ) الذين لايردعهم وازع الدين ولا الحياء والمرؤة . فكم من أزمة مرّ بها الوطن والمواطن تستدعي وقوفنا صفا ًواحدا ً للذود عن الدين وولاة الأمر والوطن في جميع الميادين ومنها الإجتماعية والإقتصادية .

لكننا نتفاجأ بهذه الشرذمة القبيحة تسل سيوف الغدر والمكر وتكشر عن أنياب الجشع والطمع ليدفع المواطن الثمن غاليا ً .

ولكي لأطيل الحديث سأدخل في صلب الموضوع بشكل مباشر فقد لاحظنا مع أزمة فايروس ( كورونا ) المتجدد إنتهاز هؤلاء الثعالبلإحتياجات المواطن البسيطه ووضع اليد عليها بكل الأشكال وإحداث أزمه ونقص فيها ومن ثم رفع أسعارها الى أرقام فلكية ليس بمقدورالمواطن البسيط توفيرها لنفسه وأسرته , فمنذ ُ صدور قرار ايقاف الدراسة والقرارات التي تلتها لاحظنا إختفاء أبسط مانحتاج من كمامات وقفازات ومطهرات ومعقمات .

وإن وجدتها فستشتريها بأضعاف قيمتها عشرات المرات .

وخلال الفترة المنصرمة صدرت الأوامر بحظر التجول المؤقت ثم تلاه حظر التجول بين المناطق والمدن .

ولكي يلتزم المواطن ويبقى طيلة هذه المدة بمنزله فإن أحوج مايحتاج اليه قوته وقوت أسرته في كل يوم .

ومنها المستهلكات الأساسية والموادالغذائية .

ومن هنا سيعمل بعض مستوردي المواد التموينية وبعض تجار التجزئة وأيضا ً بعض الأفراد ربما للتلاعب بلأسعار وعلى سبيلالمثال ( الأرز  والدقيق والسكر والهيل والبصل واللحوم والدواجن والخضار والفواكه وغيرها ) .

وقد حرصت الدولة بتسخير كافة الإمكانات للجهات المختصه بمراقبة السوق الإستهلاكية وأن يكون تحت السيطرة بإستقرار دائم بتوفير كلمايحتاجه المجتمع .

إلا أن ( ثعالب الأزمات ) لم يروق لهم ماتتخذه الدولة من خطوات إيجابية , فتجدهم يسارعون بتناقل الشائعات وتضخيم الأحداث وإثارةالبلبلة مستغلين ضعف وعي بعض فئات المجتمع لكي يحققوا مكاسبهم الخيالية من جيوب الشعب وسيكون أغلبهم من الضعفاء والمساكين .

وأنا شخصيا ً لاحظت إرتفاع في أسعار البرتقال والليمون والزنجبيل واختفاء الكمامات والقفازات والمعقمات .. ولا أعلم لماذا هذا الشح وزيادة الأسعار ؟؟ هل لأنها أساسيات نحتاجها للوقاية من هذا الفايروس ؟

و في كل يوم نرى ونسمع الجهود التي تقوم بها فرق وزارة التجارة في مكافحة هذه الفئة وملاحقتهم لها ومداهمتها في أوكارها بالجرمالمشهود .

فشاهدنا شاحنات البصل والطماطم وغيرها وهي في مستودعات التكديس المؤدي للعجز والنقص في السوق ، لتخرج اليه فيما بعد بأسعارفلكية لاتطاق وغير مقدور عليها . فهل سيختفي الأرز والدقيق مثلا ً ؟؟ أم سترتفع أسعارها الى الأضعاف ؟؟

هؤلاء هم تجار الأزمات الذين اسميهم ( ثعالب ) ولكي لانعطي أصحاب الضمائر الميته وعديمي الذمم ومنتهزي الأزمات الفرصة للتحايل علىالأنظمة والمستهلك برفع أسعار السلع والمواد الغذائية فإني اناشد الجهات المسؤولة وذات العلاقة بالنزول إلى الميدان ومتابعة محلات البيع بالجملة والتجزئة وتثقيف المستهلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفتح قنوات عبرها للإبلاغ عن أي مخالف .

كما أشد على أيدي المواطنينالشرفاء بعدم التهاون بهذا الأمر ومراقبته والإبلاغ عن أي مخالف للجهات المختصة عبر القنوات المتعددة .

فإنه لاينبغي السكوت على هولاء او تجاهلهم بل يجب التصدي لهم , فهم يحرصون على كسب الأموال بمضاعفة أسعارها والمجتمع ربمايكون في أمس الحاجة لها .

ختاما ً : وطني الحبيب .. روحي وماملكت يداي فداه ُ .