وعد الدكتورة منيرة



بقلم الأستاذ / خالد بن محمد عويش

ابتلعت الطفلة ذات ال 4 سنوات قطعة بلاستيكية دون وعي منها بخطورة ذلك ما جعل والدها يهرع إلى نقلها لأحد المستشفيات المتخصصة فتقرر إجراء عملية عاجلة لإنقاذ حياتها وبالفعل تم الإستعداد لذلك في وقت لاحق وفي خضم الإستعداد لهذه العملية الضخمة التي ستتم بفتح البطن كاملا والانتظار القاتل أتى فرج الله على والدها بأن تم خروج هذه القطعة بطريقة عادية ماجعل والدها يهرع لإخبار الجراح بذلك إلا انه لم يفلح في إقناعه بإلغاء العملية إلا بعد توسله ومحاولة تقبيل يديه ليعيد الفحوصات وأمام هذا التوسل تم إجراء الفحوصات مرة أخرى ليتم التأكد من تخلص الطفلة من تلك القطعة المقلقة .

لم تقف هذه القصة عند حدود هذه الدراما السعيدة بل أن الطفلة حفظت هذه المشهد الأبوي لوالدها وهو يتوسل الجراح ويحاول تقبيل يديه لتعاهد والدها بأن تكون هي طبيبتة إن احتاج لذلك لاقدر الله ردا لذاك التوسل والرجاء .

وفي هذا اليوم هاهي الدكتورة منيرة تفي بوعدها لوالدها بأن تكون طبيبة بعد عشرين عاما من الإجتهاد والعطاء والصبر .

العلاقات الوالدية الحميمية دوماً تكون ملهمة للأبناء نحو الوفاء والبر والرحمة .

عندما يتحول الأب لقدوة بلا شك سيدفع الأبناء أن لا يبحثون بعيدا عن قدوات أخرى يلجأون اليها في صناعة إنجازاتهم .

ما أجمل أن لاندع للعلاقات الأسرية قيودا مغلظة مليئة بالاضطرابات والانفعالات السلبية وأن يعيش أفراد الأسرة الواحدة جميع مستويات الود والحب بعيداً عن التشنجات العاطفية وممارسة الاضطهاد الوالدي .

العلاقات الصحية والتوجيه الأبوي الجميل المغلف بالكثير من التشجيع والتوجيه المتزن سيدفع الأبناء للمضي قدماً نحو مستقبل أكثر إشراقاً .

كثيراً من قصص النجاح تنطلق من العلاقات المثمرة بين أفراد الأسرة والتي هي وقود النجاح للأبناء فتعطيهم طاقات متجددة من الإرادة والعزيمه والصبر .

تحية تقدير لكل أب أصبح في نظر أبنائه حكاية جميلة يتعلم منها كل مايحتاجه من توجيه وقوة .