الإستعداد للموسم



بقلم الأستاذ : سالم بن دشان

إذا كان التجار يستعدون للمواسم التي تضاعف فيها الأرباح وقد يكسب أو يخسر فكيف بالربح المضمون والباقي إلى يوم المعاد فحري بالعبد الموفق أن يستعد لهذا الموسم العظيم الذي تضاعف فيه الأجور بغير حد ولا مقدار فعلينا أن نستعد لهذا الشهر الكريم .

والإستعداد لإستقباله يكون بأمور منها: التوبة النصوح إلى الله لأن الذنوب تحول بين العبد والخير فتكون عائقًا عن القيام بالأعمال الصالحة فإذا تاب من ذنوبه أنبعثت النفس بالطاعات وأقبلت عليها ووجدت السعادة والراحة فيها.

ومن الأمور التي يستقبل به الشهر النية الصادقة على الإجتهاد فيه بالطاعات فإن النية الصالحة من أسباب عون الله للعبد وتوفيقه ، قال تعالى : ﴿ إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ ومن أدرك شهر رمضان فهذه نعمة عظيمة يفرح بها المؤمنون وحُق لهم ذلك يقول تعالى :﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون ﴾ قال ﷺ : إذا دخَل رمضانُ فُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ وغُلِّقَتْ أبوابُ جهنَّمَ ، وسُلسِلَتِ الشياطينُ  متفق عليه ، وفي رواية: فتحت أبواب الرحمة ، وقال ﷺ « إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة » رواه الترمذي .

ورمضان هذا العام ليس كغيره اسأل الله أن يزيل الغمة عن الأمه ففيه سوف تعرف نفسك لأن الأمر لك فلا تستسلم إلى هوى النفس وحب الراحه والشيطان أري الله منك خير وعلم أن النفس تضعف ويصيبها الكسل لأن المساجد معينة على القيام مع جماعة المسلمين فجاهد نفسك وإجعل من أهل بيتك جماعة وإجعل لك مصلى وأستغل بقائك معهم بتعليمهم وقراءة من كتاب وخصوصآ في الأمور التي لايعذر المسلم بجهلها مثل أمور العقيدة والصلاة وهو شهر القرآن فيه أُنزل وللقرآن أهمية بالغة، تعظم في رمضان فهل من مشمر ومستثمر تلك الفضائل؟!! وقد قرن النبي ﷺ بين الصيام والقرآن لتلازمهما وترابطهما فقال: الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة؛ «يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعانً، إجعل لك برنامج متنوع مع القرآن في شهر رمضان، يتضمن التلاوة والحفظ والمدارسه روى البخاري عن أبن عباس قال: “كان الرسول ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فرسول الله ﷺ أجودُ بالخير من الريح المرسله انظر إلى من هم حولك من أقاربك وجيرانك ومن هم في حاجه ثم أغمرهم بجودك والأقربون أولى بالمعروف والأوقاف الموثوقه أجرها دائم ولا ينقطع وأبواب الخير شتى دعوه وصلة الأرحام وعيادة مريض وأحتسب الأجر حتى فالإتصال بهم مع التعليمات الأن والحجر وفضل الله واسع وأبواب الخير لاتحصى .

وفي الختام تذكر أن في أخر ليله من رمضان وفي صبيحة يوم العيد يصيبك الحزن على تقصيرك في الشهر فشد الهمه وحث الخطى وإجعل هذا الأيه أمام عينيك (أيام معدودات) اللهم بلغنا رمضان ورحم ضعفنا وقلةحيلتنا وأعنا على أنفسنا ياذي المن والعطى.