الفلورايد والتسوس



بقلم الدكتورة: غاده أبو القمصان

أصبح مصطلح الفلورايد متداول على أسماعنا كثيراً, والمعظم يعلم أنه يساعد في حماية الأسنان من التسوس, ولكن هل هذا القدر من المعلومات تكفي عن الفلورايد؟ بالطبع لا, فهنالك بعض من الأسئلة التي يجب طرحها لنعي أكثر ماهي الجوانب المختلفة لمادة الفلورايد, ومن أهمها يجب أن نعلم ما هو الفلورايد؟ وماهي فوائده؟ وكيف يحمي الأسنان من التسوس؟ وهل وظيفته حماية الأسنان من التسوس فقط؟ وماهي مصادره ( أي من أين يمكن أن نحصل عليه؟), وماهي الأعمار المناسبة لتطبيق الفلورايد؟ وهل له أضرار كما له فوائد؟ والعديد العديد من الأسئلة التي يمكن أن تدور في عقولنا حول الفلورايد.
أولاً: ما هو الفلورايد؟
اذا عرفنا ما هو الفلورايد سيسهل علينا معرفة أجوبة الأسئلة الأخرى المطروحة سابقاً, فلنعرف الفلورايد بطريقه مبسطة, الفلورايد عبارة معدن اسمه العلمي فلور أباتيت, وهذا المعدن ليس من مكونات السن البشري, وانما هو إحدى مركبات أسنان أسماك القرش,  والبديل له في أسناننا يُعرف بمعدن الهيدروكسي أباتيت, وأسناننا تعاني من تباين متزايد ومتناقص في محتوى المعادن بما فيها الهيدروكسي أباتيت, وذلك اعتماداً على حمضيّة أو قاعدية الفم, واعتماداً على تركيز المواد المختلفة في المحيط الفموي, فلذلك يجب تعويض هذه المعادن بطريقة أخرة لتقوية الأسنان, والفلورايد من احدى هذه المعادن الذي وُجد كبديل للهيدروكسي أباتيت؛ ليسهل ويعدل ارجاع المحتوى المعدني للسن, وبذلك يمنع تكسر الأسنان بواسطة الحمض اللاكتيكي الناتج من البكتيريا الفموية.
ثانياً: ماهي فوائد الفلورايد؟
لو لاحظنا أن مسمى الفلورايد دوماً متبوع بالأسنان وحمايتها من التسوس, وهو بالفعل من أُولى فوائد الفلورايد, وقاية الأسنان من التسوس وذلك عن طريق تقوية بُنية السن ضد البيئة الحمضية, ولكنها ليست الفائدة الوحيدة, فالفلورايد أيضاً يعمل على الحفاظ على لون الأسنان الطبيعي وحمايتها من الاصفرار أو التصبغات.
ثالثاً: كيف يحمي الفلورايد أسناننا من التسوس؟
للفلورايد آليه عمل تحمي الأسنان من التسوس وذلك عن طرق تفاعله في الطبقة الخارجية للسن (أي طبقة المينا), مما يزيد من صلابتها ومقاومتها لتسوس الأسنان, كما أنّ الفلورايد يعمل على إضعاف نشاط البكتيريا المكونة لطبقة البلاك, وبالتالي يقل انتاج البكتيريا للأحماض التي تُذيب مينا السن ( الطبقة الخارجية), ويقوم الفلورايد أيضاً بعمل إعادة تكوين العناصر المعدنية للسن كما أسلفت سابقاً, وبالتالي يعمل على الحد من تطور التسوس إذا كان في مراحله الأولى, ويعمل أيضاً كمضاد لتكاثر البكتيريا التي تساعد على حدوث التسوس.
رابعاً: ماهي مصادر الفلورايد؟ ومن أين يمكن أن نحصل عليه؟
1- يتم الحصول على الفلورايد من عدة مصادر, أحدها الفلورايد الموجود في مياه الشرب, الذي يمثل العامل الأقوى والخفي في التقليل من الإصابة بتسوس الأسنان و بالإضافة يساعد على الحفاظ على لون الأسنان الطبيعي وحمايتها من الاصفرار, بنسبة (50-60)% لدى الأطفال, ولكن لنتوقى الحذر الشديد من زيادة نسبة الفلورايد في الماء, كمياه الآبار فإن نسبة الفلورايد عالي جداً, و لأن كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده, قاعدة لا يمكن غض النظر عنها, فيجب الحذر من زيادة نسبة الفلورايد في الماء.
2- يتم الحصول على الفلورايد أيضاً من خلال معاجين الأسنان, ويُنصح باستخدامها بطريقة منتظمة للأطفال واليافعين؛ حتى توفر الحماية بالشكل المطلوب للأسنان في مرحلة بزوغ لأسنان خاصة, وذلك لتخفيض معدل حدوث تسوس الأسنان وبالتالي انخفاض معدل خسارة الفرد للأسنان في العمر المبكر.
3- الفلورايد في عيادة الأسنان, حيث يتم تطبيقه على أسنان الأطفال فقط وداخل عيادة الأسنان, حيث يكون ذو تركيز عالي, ويطبق من مرتين إلى أربع مرات في العام, وذلك يعمل على تخفيض نسبة حدوث تسوس للأسنان بنسبة (40-60)%.
4- كما يمكن أن نحصل على الفلورايد من منتجات طبيه أخرى كـ(غسول الفم , أقراص الفلورايد) وكلاهما يتم استخدامهما بوصفة طبية, وتبعاً لتعليمات الطبيب.
خامساً: ماهي الأعمار المناسبة للفلورايد؟
يتم تطبيق الفلورايد لتقليل نسبة حدوث التسوس, لذلك أكثر التركيز يكون على فئة الأطفال, خاصة الأطفال من عمر 6سنوات, وذلك لأنه العمر الافتراضي لبزوغ أولى الأسنان الدائمة, وحتى عمر 12 سنوات, العمر الذي يبدأ الطفل بالاهتمام الفعلي المتقن بأسنانه.
كما أنه يجب الحرص على شرب الماء الذي يحتوي على الفلورايد للأطفال والكبار.
أخيراً: هل للفلورايد أضرار كما أن له فوائد؟
الأضرار التي يمكن أن نتحدث عنها هنا, هي الأضرار التي يمكن أن تحدث بسبب مياه الآبار التي تحتوي على نسبة عالية من الفلورايد, و ليس فقط ذلك بل واستخدامها منذ الطفولة, وبطريقة مستمرة بحيث أنها تدخل في تركيب بنية الأسنان , ويمكن أن تعطي نتائج غير مرضية, حيث أن الفلورايد يعمل على تقوية الأسنان ولكن إن زادت نسبته في الجسم فيمكن أن يعطي رد عكسي , خلاف المتوقع, ( ما زاد عن حده, انقلب ضده).